أهلا وسهلاً بكم في موقع خورنة مار ادي ومار ماري الكلدانية في مدينة ايسن المانيا !!!
أهلا وسهلاً بكم في موقع خورنة مار ادي ومار ماري الكلدانية في مدينة ايسن المانيا !!!
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني ج3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فريد عبد الاحد منصور
عُضو
عُضو
فريد عبد الاحد منصور


عدد المساهمات : 155
نقاط : 447
تاريخ التسجيل : 10/02/2010

القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني ج3 Empty
مُساهمةموضوع: القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني ج3   القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني ج3 Icon_minitimeالخميس سبتمبر 30, 2010 6:45 am

القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني ج3

الفصل الأول

الطفولــة (1660 ـــ 1677)



وُلدت في ميركاتلو في 27 ك1 1660 من ابوين إيطاليين ، والدها فرنسوا جولياني ، كان ذا شخصية مرموقة مُميزة بالذكاء وبطموح قاده ليصبح ذات يوم ناظراً المالية دوقية "بارما". أمها بنوات منشيني ، زوجة عميقة التقوى ، كانت تسهر بغيرة على نفوس بناتها السبع(اثنتان مُنهنَ توفيتا بسن مُبكرة). كانت تبث فيهُنَ النفور من كل ماهو عالمي ؛

آه ، كما أننا بحاجة اليوم إلى أمثال هذين الوالدين !

عُمـدت أورسولا الصغيرة ، في اليوم التالي لولادتها : لابكاء ، لا صراخ ، بل هدوء طوباوي . إن طبعها الحيوي ملأ المنزل فرحا وحياة . كانت تلعب ، تركض ، تبكي ،تحتد..... ستقول عن ذاتها في "اليوميات" :كنت الاصغر، لكنني كنت أبغي أن أكون فوق الجميع ، وكنت أرغب بأن يعملنَ جميعهنَ بحسب ذوقي . وبالفعل كـُن يرضينني في كل شيْ.... وكان الجميع يدعوني لهيباً".



رغـم حيويتها وطبعها المتأجج كانت تائقة بكليتها إلى الله . كانت تـُحب أن تلعب في بناء المذابح ، مُمضية في ذلك ساعاتِ طوالاً.



فقد تجلى باكراً في حياتها ماهو فوق الطبيعة البشرية . من علاماته :



أ- رفضها للحليب الأمومي أيام الأربعاء والجمعة والسبت وهي، في الحقيقة الأيام

المكرسة تقليدياً للإماتة.



ب- انزلاقها من ذراعي أمها وهي في الشهر الخامس من عمرها، ثم تهافتها نحو صورة الثالوث الأقدس المعلقة على الحائط في يوم عيد الثالوث ، وركوعها أمامها منتشية .

ج- تأنيبها لبائع زيت غشاش ، في السنة الثانية من عمرها، وقولها له:"اقم

العــدل ! الله يرانا !

د- ظهور الطفل يسوع لها وهي تلعب وسط حديقة قائلاً لها "أنا هو زهرة

الحقــول" .

ه- كم من مرة حملت الطعام إلى الطفل يسوع في لوحة يُرى فيها تحمله العذراء:

"تعال، إن لم تاكل، فلن آكل أنا ايضا" ومن ثم تتوجه نحو العذراء:

"ايا مريم ، أعطيني إياه، أستحلفك بذلك وقد اضحى حيا بين يديها أكثر من

مرة. قال لها:" سأكون عريسك"، ثم خاطب أمه الإلهية :" هذه أورسولتنا !

ستكونين أماً ومرشدة لها" !

و-رؤيتها الطفل يسوع مرات عديدة في القربانة المكرسة ، وهي في سنواتها

الأولى ، وشعورها بعطر يخرج من افواه أخواتها بعد المناولة :"آه لرائحتكنَ

العَطرة

كانت تردد"يجب أن نتألم". فبعد أن دعاها يسوع، من خلال العائلة لتـُضحي ذبيحة، هاهو يظهر لها مصلوباً ، مُثخناً بالجراح الدامية: "أنت عروسي، شريكتي في التكفير : الصليب ينتظرك ".



أخذت تعتاد على التضحية: إماتة الحشرية تجلت في عدم النظر إلى الأباطيل ؛ إماتة اللذة تجلت ، مثلاً، عندما طلب منها يسوع أن تعطي الفقراء كيساً من الحلوى: ذاقت إحداها، فشعرت على الفور أنها اقترفت خطيئة الشراهة، فقررت التكفير عنها؛ أما إماتة الأباطيل ، فقد تجلت فيها عندما ابتيع لها حذاء جديد ، وقد جاءها فقير يطلب الحسنة حُباً لله ، فتذكرت الطفلة كلمات يسوع . فأهدته الحذاء.... وقد علمت لاحقاً بأن المتسول كان يسوع نفسهُ.



عندما فشل والد فيرونيكا في ابعادها عن دعوتها الرهبانية ، أو كل هذه المهمة إلى عمها. أثناء إقامتها لديه وقعت فريسة المرض، لدرجة أن أعلن الطبيب أن شفاءها مرهون فقط بتلبية رغبات قلبها.

سوف تختار الدير الأشد فقراً والأكثر تقشفاً، وهو دير الكبوشيات اللواتي ينذرن وفق قانون القديسة كلارا الأصلي .

وهولاء كن قد استوطن منذ فترة قليلة في " شيتا دي كاستلو". ذهبت فيرونيكا لزيارتهنَ ، بغية الالتحاق بهنَ ؛ وقد أبدت الراهبات إعجابهنَ بشخصها وكلامها .

غير أن عدد الأخوات المثبت في القوانين الكنيسة كان مكتملاً، مما حال دون قبولها في الدير. نُصحت بزيارة سيادة الأسقف ، فوجدها فتية ، وهي ابنة السادسة عشر، فرفض قبولها بحجة إكتمال العدد.

هاهي تنزل الأدراج آسفة.... لكنها ترجع بعزم : هاهي من جديد عند قدمي الأسقف.

تـُقَبل ثوبه وترجوه بحرارة أن يقبلها.

يبدأ فوراً بالفحص المعتاد ، معجبا بأيمانها وتصميمها .



يقدم لها كتاب الفرض :"إقرأي ". تقرأ دون خطأ ، دون تردد أو تلعثم ، فترتسم ملامح التعجب على وجه العم الذي يعلم بأن ابنة أخيه لاتعرف اللاتينية !

تلي ذلك أسئلة فسحت لأجوبة متواضعة ودقيقة. ثم تخطيْ كل العوائق . عُين موعد دخولها في 28 ت1 1677.

لكن الشيطان استمر في هجومه: فعانت أورسولا اضطرابات وقلقا شديدا... لكنها تحدت كل العواصف والعوائق.

حل النهار الموعود : أبوها لن يشارك في الاحتفال......

تـم إلباسها كعروس المسيح. الأسقف يترأس . تتم المراسيم بفخامتها المهيبة. يسقط الشعر أمام المقص. يمنحها الأسقف إسم :"فيرونيكا " ويتنبأ عن قداستها المستقبلية. يُفتح باب الحصن.... شن العالم هجومه الاخير غير شبان متملقين ، لتثبيط عزيمتها . وقد روت فيرونيكا ذلك في " يومياتها" : كانوا يخاطبونني:" أيتها السيدة العروس، مايزال لديك مُتسع من الوقت ؛إن كنت تريدين أن تقولي لا فما زلت تستطيعين ذلك.

كرروا ذلك مرات عديدة ، فكان بمثابة تجربة كبيرة لي؛ لكني بنفس سخية استدرت وقلتُ :" لقد فكرت جيداً ، وإني لآسفة بأني لم أتمم هذا منذ عدة سنوات" .



"بدأتُ أنتزع عني كل الحلي والزينة . لم تـُرد ذلك السيدات اللواتي يرافقنني ، فقلتُ :" لا أريد تقبل الصليب مع هذه الأباطيل. فأنزعوها عني بكليتها" .

"هكذا فعلت ؛ وبينما كنت أتخلص من ذلك كله ، كنت أسعى جاهدة لأبقي فكري في الله، مكررة تقديم ذاتي للرب. لم أرِد رؤية أحد من الذين كانوا في الكنيسة . فما عدت وفتحت عيني إلآ عندما وطئت قدماي الحصن " .

الفصل الثاني

التطهير (1677ــــ 1697)



ماإن دخلت الدير بدأت المعركة:" ليلة أرتدائي الثوب، كنتُ مرتبكة قليلاً بسبب هذا الواقع الجديد والتغيير الذي طرأ على حياتي. فحينما رأيت ذاتي ضمن تلك الجدران، لم تعرف "بشريتي" الاطمئنان ؛ لكن الروح من الجهة الأخرى كان فَرِحاً بكليته.... كل شيء كان يبدو له قليلاً حـُباً لله".



نجد في هذه الكلمات الوجيزة مختصراً لحياتها المستقبلية : صراع بين ماستدعوه" بشريتي" التي هي " القسم السفلي" ، "عدوة الخير"، مُـحبة لما يـُريحها ، متشكية، متأففة ، مقاومة للتألم ، للحرمان، للإماتة، للإتضاع، للطاعة، وبين" الروح" الذي هو" القسم العـُلوي الذي ينفتح على النور، وعلى الفعل الإلهي الذي يجتذبه، يسوسهُ ويبث فيه القوة والسخاء ؛ يتوق دوما نحو العلاء ويرغب في التقدم دون توقف في درب العذاب النقي، واقتبال إرادة الله النقية" .



معط البشرية" تلتقي الحواس ، حـُب الذات ، الحكمة البشرية، وكل المشاعر الناجمة عن اثبات الذات. أما في المجال الروحي، فتظهر شرهة في التعزيات الروحية ، راغبة في العذوبات والسكينة. وفي المقابل ، ترتجف هذه الروح وترفع الصراخ حتى النجوم ، في كل مرة تـُقدم إليها عذابات الجفاف ، هجر الله والتجارب.



" بين الروح البشرية يستحيل الوفاق". في الحقيقة ، ليس ذلك سوى وجهِ للثنائي جسد ـ روح لدى القديس بولس: "إن رغبات الجسد مُضادة لله لأنها لاتخضع لشريعته ، ولايمكنها حتى ذلك(روما 8\6). الجسد هو مجموع الميول الأنانية لدى "آدم العتيق" ؛ الروح: الإنسان الجديد اللابس المسيح ،" إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأبتغوا مافوق ..... لاماهو على الارض "(كولوسي3\1-3).



لقد كرست فيرونيكا لهذه المعركة الدراماتيكية صفحات وصفحات مليئة بالحيوية، وب" خفة الظل" محتفلة بتمجيد مقاومة المغريات ، ولجم التذمرات وكفكفة الدموع التي كانت تصدر من بششريتها ، وذلك تحت وطأة متطلبات الروح الصارمة. نجدها تردد مراراً: " كانت بشريتي تبكي بينما الروح يتهلـل".



بدأت النِعمَة عَمَلها فوراً: فما أن وطئتُ عتبة الدير حتى رأت فيرونيكا الرب" يـُعيد" مع البلاط السماوي قائلا:" لقد اصبحت هذه خاصتنا منذ الآن"وسألها:

"قولي لي ماذا تريدين ؟" فطلبت فيرونيكا ثلاث نـِعَم: "الأولى أن يمنحني نِعمَة أن أحيا بحسب متطلبات حالتي(الرهبانية) التي إبتدأتها ؛ الثانية ألا أبتعد عن إرادته القدوسة ؛ والثالثة أن يُبقيني مصلوبة دوما مـَعَهُ " .



وقد وعدني بمنحي كل ذلك قائلاً لي: " لقد أخترتـُكَ لشؤون عظيمة لكن يتوجب عليك التألم كثيراً لأجل إسمي" . وبقيت هذه الجملة الأخيرة منطبعة في عقلي لدرجة أنها كانت عوناً لي طوال سني حياتي".

وكان ذلك ضروريا فعلاً، فبينما كانت تـُقـَبَل الثوب والجدران شاكرة الرب على النِعمة الكبيرة ، نِعمًة إرتدائها الثوب، بدأ الشيطان وبشريتها فوراً هجومهما الشرس :

لقد بدأت تشعر بنفور من المكان : فالدير والقلاية بديا لها قبرا ، سجنا. كل شيء بات ثقيلاً عليها ، ففكرت بالهروب من السقف.

نفور من العمل الديري واليدوي ، لكونها غير معتادة على ذلك.

نفور من الصلاة: فهي معتادة على البحث بعفوية عن إلهها ، وجدت ذاتها الآن في وتيرة نظام مشترك ممل ، معد مسبقاً بأدق تفاصيله ، حيث أن وحدة السلوب هي قيمة أولية ، بينما العفوية تـُعتبر تفرداً. ستكتشف فيما بعد قيمة الحياة النظامية ، والعيش المشترك ، اللذين ستتفانى في المحافظة عليهما فرديا وجماعياً .



هكذا أبتدأت سنوات تكرسها الأولى . وسوف تسير كل حياتها على درب الصليب ،

العذابات ، حُباً بالله وخلاص النفوس. وستردد مراراً " الصلبان والآلام هي افراح وإنعام.

وكم من مرة سوف تـُردد: "ياإلهي ! نفوس! أطلب منك نفوساً " وكان صوت يجيبها:" أشتريها بنقود الألم". فتجيب باسطة ذراعيها، مُظهرة يديها ورجليها وقلبها:" يارب ، لقد أشتريتها . إنني ضحيتك . إصلبني "!



حددت ظاهرتان جسديتان مُمَيزتان الفترة التي تلي سنوات التنشئة الأولى تلك التكليل بالشوك( 4 نيسان 1681) ونَيل السِمات(5 نيسان 1697). خلالها أدت فيرونيكا خدمات ووظائف عدة: ناقلة ماء من البئـر، ممرضة ، طباخة... انتخبت مرتين معلمة للأبتداء .

وتتمير فيرونيكا، علاوة على ذلك، بكونها في عنفوان غيرتها الشبابية، ذهبت باحثة عن الإماتات الطنانة للتجاوب مع هذا المقدار الكبير من الحب الذي به سيملؤها الله. ستقول هي نفسها:" وهكذا غير علمة بما أقوم به، بدأتُ بِجلد ذاتي

..."، معتبرة ذلك ضروباً من الجنون كان الحُب يجعلني اقوم بها" ؛ تصرخ ، ترتل، تقرع الاجراس خارج وقتها، تدعو الاخوات، تركض في البستان في ساعات الليل الحالكة، تتسلق الأشجار لتدعو الخطأة إلى التوبة.... خارجة عن ذاتها ، دون أن تتمكن من قَمع إندفاعها وحماسها.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني ج3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني ج2
» القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني ج1
» القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني ج 4
» القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني ج 5
» القدبسة العظيمة فيرونيكا جولياني ج 6

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: مواضيع دينية-
انتقل الى: