القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني
الجزء الاول
ان هذه القديسة التي ظلت منسية لمدة طويلة أكتشفتها الكنيسة مؤخراً وأرادت أن تعرف الناس عظمة قداستها حيث قال عنها الطوباوي البابا بيوس التاسع" أنكِ لست قديسة فقط بل انك عملاقة بين القديسين" والبابا القديس بيوس العاشر" أن كتاباتها ستكون ذات فائدة جزيلة لكل من يسعى من المؤمنين نحو الكمال المسيحي".
أن هذا الكتيب يحوي مختصراً عن سيرة حياتها زتعاليمها فتامل لمن يريد أن يتعمق في التعاليم المسيحيه الصافية والحياة الإنجيليه المبسطة أن يجعل هذا الكتاب رفيقاً له في تاملاته وسنداً له وعوناً في صبوِه نحو القداسة.
في احد الأيام، بينما هي منخطفة بالروح، تعجبت لرؤيتها نفوسا عديدة تسكن في قلب يسوع، فقيل لها بإنها نفوس الذين سيجتهدون في نشر سيرة حياتها وكتاباتها في العالم .
توطئـــــه
في هذه الازمنه المدعوة بحق" الأزمنة المريمية" تبرز حاجة ماسة إلى القديسة فيرونيكا ، مرتبطة بحاجتها إلى العذراء مريم. إنها دعوة قوية وجديدة ، استنبطتها خبرات إيمانية آتية من المشرق المسيحي المُعَذب، من سوريا ومن لبنان، لتشجيع مساعي أكثر تركيزاً وجدية، تهدف إلى البحث عن الله وعن القيم الروحية.
هذه الأجواء التقوية المُتجدده والمفعمة بروح الانتعاش المسيحي، أوحى بها مكرَس سوري شاب ، هو الأخ جلمود عطا الله، عطية حقيقية من الله. فهو ، إثر شفائه الجسدي والروحي الذي عزاهُ إلى القديسة فيرونيكا، تلقى من خلال إشارات إلهية، رسالة تدعوه إلى التعريف بهذه القديسة المتصوفه الكَبوشية، كوسيلة لتجدد شعب الله. لكن ماكادت تتفجر طاقته الرسواية حتى لَبى نداء ربهِ: "كان مَرضياً لله فأحبه..... ونقله. قد بلغ الكمال في أيام قليلة فكان مستوفياً سنين كثيرة"(الحكمة 4\15، 13).
غير أن مايوحي بالإطمئنان إلى مسيرة هذه الدعوة النيرة استكمالها من قِبل رفيق دربه التؤام اللبناني ، الأخ عمانوئيل لقلب مريم المتألم والطاهر. هذا الاخ شعر بإندفاع لايـُقاوم لمتابعة هذه الرسالة الداعية إلى إصلاح الإيمان والعادات، وتعميق التقوى في الحياة المسيحية من خلال مريم، وتعاليم وأمثلة تلميذتها ورسولتها الجديرة القديسة فيرونيكا جولياني وروحانيتها. لقد حفظ تعاليمها ، وجعل من سيرة حياتها مثالاً يحتذى ، فنجح في تحويله إلى كتيب مليء بالخواص والحقائق العملية التي يمكن تلمسها لألسنة هذا العصر ، وعلى رأسها ، الدعوة لتأجيج الغيرة للتكريس لقلب مريم الطاهر بشعلة المحبة والألم التي تحلت بها هذه المتصوفة الكبوشية العملاقة السباقة جدا في حقل التكرس الفردي والجماعي لمريم.
إنه إذا تذكير جديد . فبعد حوالي ثلاثة قرون، تعـُود شعلة الحبُ التي ألهبت قلب القديسة فيرونيكا وروحها لتظهر من جديد كنار من فوهة بركان كان بإمكان أن يبدو خامداً لكونه غير معروف وغير مقصود. لذا أراد وبحق ، أن يدفعنا من جديد لتامل الاختبار الحياتي لهذه القديسة الني تتصدى بو ضوح للعقلنة( والعلمنة) المتفشية في عصرنا. إلا أنه شعر بالأكثر بضرورة أن يـعلن للعالم النقاط الاربع الأساسية التي تشكل مضمون " الرسالة الفيرونيكية": "الأولوية المطلقة لمحبة الله اللامتناهية ؛ حقيقة جهنم والشياطين المـُرعبة – التي لايعتقد العديد اليوم بوجودها – وبالأخص: عِلم التــَكفير ، ودور العذراء مريم الذي لاغنى ولابديل عنه".
وقد استوحى كل ذلك بدقة ومهارة ، وبإلهام عميق ، من " قصيدة الألم والحب"،
(هو عنوان" اليوميات" التي كتبتها القديسة بأمر الطاعة ، بدءاً من سنة 1963 وحتى 25 أذار 1727، سنة وفاتها ، الصادر بسبعة أجزاء تتضمن رسائلها).
نستشعر عند قراءتها تلك " الإلهيات" بطريقة فريدة غير قابلة للتكرار ، لم تـُلحظ عند أهم المتصوفين المسيحين.
إن الذوبان في مريم ، أم يسوع ، يغدو ذا بـُعدِ سحيق وعُمق مُتهاوِ، خاصة في السنوات الاخيرة من حياة القديسة، بعدما أخذت تكتب بإملاء من والدة الله ، إثر فقدها ، نوعاً ما ، لوعيها لذاتها ولما تكتبه ، مُضحية شِبه" مريم أخرى" تماماً كما لـُقبت القديسة كلارا.
إنها حقا نار متأججة ، تدفع بوضوح وقوة إلى التعلق بقلب المسيح الإله وبقلب مريم المتألم الطاهر. بيد أن ماكتبته يبدو معاكساً للتيار ، وهي بذلك تلتقي وقداسة البابا بندكتس السادس عشر في ندائه في لقاء الشبيبة لأن نكون في هذا العالم المعاصر ، معاكسين للتيار " موضحا : اسألكم ايها الشبان ، ويا جميع المتواجدين هنا، إخوة وأخوات أعزاء ، واسال الكنيسة جمعاء ، بشكل خاص الأنفس المكرسة، وبالأخص في أديرة المحصنين والمحصنات ، على أن نكون مواظبين على الصلاة ، متحدين روحيا بمريم أمنا ، عابدين المسيح الحي في القربان الاقدس ، مُغرمين دوما أكثر به ، هو اخونا وصديقنا الحقيقي، عريس الكنيسة ، الإله الأمين والرحوم الذي أحبنا أولاً.
وجدت هذه الكلمات أفضل وقعِ لدى "القديسة فيرونيكا" اصدقاء القديسة فيرونيكا" الذين تلقوا بمحبة وعُرفان جميل هذه الرسالة ، مشكلين قوة صلاة وتشفع وتكفير، من الواضح أن الكنيسة بأمس الحاجة إليها مؤسسين جمعية تـُعنى بالتعريف عن القدية وبنشر التعبد لها في العالم كله.
لقد وضعت بسرعة هذه الافكار ، بإيعاز من سيادة أسقف الأخ عمانوئيل ، لأني أومن بأن هذ الكتيب المدون بشغف وحب من اجل خلاص النفوس، سوف يـُنتج ثماراً تجدُدُ وعودةِ إلى المسيح المصلوب ، إلى الصليب المنسي غالياً في ايامنا هذه ، إلى الكنيسة ، وإلى العذراء مريم ، شريكة الفداء ووسيطة كل النعم ، على حدَ ما أفضحت به العذراء عن نفسها للقديسة فيرونيكا.
اقوال ماثورة في القديسة فيرونيكا
اولاَ: أحبار كنسيون :
-" إنها ليست قديسة وحسب إنها عملاقة في القداسة"(الطوباوي البابا بيوس التاسع).
--"هي منارة تشع قداسة ، وقداستها كفيلة وحدها بأن تحصن الكنيسة بوجة سخرية وأتهامات أكثر فلسفات الملحدين كبرياء وشراسةُ(البابا بيوس السابع).
--"إن المواضيع التي عالجتها البتول فيرونيكا ، بمساعدة أكيدة من الله ، ستكون ذات منفعه كبيرة للذين يجتهدون لتحصيل الكمال المسيحي"(القديس البابا بيوس العاشر).
--" على رسالة القديسة فيرونيكا أن تبدا تؤتي ثمارها في الكنيسة.... يجب التوقف عند ناحية التكفير التي تملأ قسماً كبيراً من يوميات القديسة وتمنحنا حق اعتبارها" المعلمة بإمتياز لعلم التكفير"... إن اليوميات هي تعليم ،شهادة ، ورسالة مستمره لاتستطيع كنيسة المجمع الفاتيكاني الثاني ويجب عليها ألا تتجاهلها إذا ارادت استخدام كل طاقاتها لانطلاقة جديدة.
إن موقفا علنيا واحتفاليا من قـِبَل الكنيسة يمكن أن يعطي من جديد لرسالة القديسة الخلاصية الزخم الذي تستحقه"( الكاردينال بيترو بلاتسيني).
--" تستطيع هذه المرأة أن تدير أمبراطورية باسرها"(المونسنيور أوستاكي، أسقف شيتادي كاستلو).
--"أن الإنعامات الفائقة الطبيعة التي منحها الله لفيرونيكا، قد شرحتها بمقدار كبير من الوضوح والدقة في التعبير ، بحيث جعلت من كتاب " اليوميات" إحدى النصوص الصوفية المقدسة الكثر كلاسيكية"(الكاردينال لوشيدوم.باروكي، أمين سر محكمة التفتيش- 1896).
--"اعتبر عن تمنياتي الحارة لكيما تضحي رسالة فيرونيكا اكثر إنتشارا وفعالية ، لخير البشرية بأسرها ، وذلك من خلال رفعها إلى مصاف معلمة الكنيسة الجامعة ،
إن رأى الأب الاقدس ذلك مناسبا"(الكاردينال لويجي شابي، لاهوتي لدى الكرسي الرسولي).
ثانيا: لاهوتيون وباحثون:
--يطيب لي الرجاء بأن تلاقي" اليوميات" تأييد الكثيرين ، وتستطيع أن تفيد العديدين في تقدمهم الروحي ، وان تكون أيضا سبب تعزية وتشجع في زمننا هذا المُترع بالفساد بقلة الايمان وبالجحود"(الاب بيترو بيزيكاريا).
--"تـُصف" اليوميات" من بين أسمى الآداب الصوفية في كافة الأزمنة".
(الاب ميتوديو دا نبمرو الكبوشي).
--" إن تصوف القديسة فيرونيكا يفرض ذاته كل يوم أكثر على انتباه الدارسين. فهذا الفيض من اختباراتها الحياتية، المدونة بعفوية فور حدوثها وبوصف دقيق لظواهر فائقة الطبيعة وغير مالوفة وببساطة السلوب الذي يبتعد عن كل عناية بالشكل مقدماً الاحداث على حقيقتها وبدون التباس، إضافة إلى المستوى الرفيع للغاية للمخاطبات الإلهية التي لاتجد لبعضها أثراً في كتب اخرى كل ذلك، سمح للباحثين المعاصرين أن يصنفوا القديسة فيرونيكا جولياني في ذروة مصاف الأنفس المتصوفة عبر كل العصور"(الأب جوكوندو باليارا الكبوشي).
--:إن ماهو لافت للنظر بالأكثر لدى القديسة فيرونيكا ، ليس الإماتات الكبيرة، ولا حتى وفرة الظواهر الصوفية: بل فيض النور الصوفي، المشروح بدقة التي فاقت شروحات المتصوفين، بمن فيهم القديس يوحنا الصليب ، في حقل المخاطبات الإلهية المتعددة تلقتها"( لازارو أيرياتي الكبوشي).
-- "إن الصفحات التي دونتها الكبوشية العملاقة تـُعتبر من أروع واسمى ماكُتب في الأدب الصوفي . فحينما سيتم ، كما نامل، إعلان" تلميذة الروح القدس" ملفانة" فتكون سيرة حياة القديسة فيرونيكا قد اكتملت"(بيارو بارجيليني، كاتب).
--"إن القديسة فيرونيكا هي اسمى موضوع دراسة والأكثر ضرورة بعد الإنجيل"
(م.ف.دوس، الناطق بإسم أكاديمية العلوم في باريس).
إرتأى قداسة البابا لاوون الثالث عشر، شخصياً، بأن القديسة فيرونيكا جولياني قد تكون" تم تزيينها بقدر كبير جداً من النِعَم الفائقة الطبيعة بحيث أن ما فاقها في ذلك سوى والدة الله وحدها".
(الكاردينال بياترو بالتسيني)
"ما من أختبار مريمي... غَنيُ وعَميق لهذه الدرجة ؛ فهو
يُبقي لدينـــــا إنطباعاً واضحا في كوننـــــــــا في
حضرة إبنة مُمَيزة لمريم بشكــل فريـــد للغاية".
(س. راغازيني ، لاهوتي)