حملة يسوع
مرقس 1: 21- 22
يبدأ يسوع حملته نحو رؤية أوضح لمشروعه، خطوة عملية فعّالة لتحقيق مشروع قدُوم ملكوت الله. ويقدم لنا مرقس يسوع كمُعلّم في ترحل وتحرّك دائم. حياة خروج دائم، ليفتح الطريق لأصدقائه، لتلاميذه، لكل مَن يُؤمن بإسمه: لنا. لنكون نحن: الكنيسة المكان الذي فينا من خلالنا يكتب إنجيله في قلب الإنسان.
يبدأ يسوع حملته في المجمع مُعلماً، ومرقس يستخدم كلمة: يُعلم حصرياً ليسوع فهو معلم فريد، لنبقى للأبد طلاّبا في مدرسة يسوع، والذي يُعلم عادة ما يقول. ولا يُخبرنا مرقس بماذا بدء يسوع يُعلم، لأنه يُعلم من خلال الأعمال، اعماله تعليم حي. فإذا ما قرءنا الإنجيل سنقترب من يسوع ونتعلم كيف نتعرّف إليه. فمع كل كلمة نسمعها، يُضيف الرب كلمة صامتة ليُحرّك قلوبنا نحوه.
تحدث كمَن له سُلطان
اختبر مستمعو يسوع حدثاً جديداً، فتعليم يسوع هو أشبه ما يكون بكشفٍ جديد. في حين أن الكتبة الذي من واجبهم شرح الشريعة قاموا بتعقيدها أكثر من خلال سلسلة مُشترعات حتى صارت أهم من الشريعة نفسها. بدأت ديانة لتنتهي قوانين. فما هو الجديد الذي أحضره يسوع والذي اختلفَ عن الكتبة؟
أظهرَ الكتبة أنفسهم كمعلمين بينهم وبين الشريعة برود ومسافة. يدعمون تعليمهم بالسلطة وبإستشهادات من المعلمين الكبار في الماضي. في حين أن يسوع لم يكن بحاجة إلى السلطة، فهو يُمثل صوت الله النهائي والأخير: هو يُعلم وبسلطان شخصي. وسلطاته لا تفرضَ قانوناً على شخص وإلا أضحت احتكاراً واستعباداً للشخص.
وبالتالي يُخضع يسوع نفسه لإحتمالية أن يُرفَض ويُنكر، وهذا ما جعَل يسوع يرفض استخدام القوة في حملته لئلا تكون عبئاً على الناس، فالذي يُحب يحترم الحرية.
دعوة لفتح القلوب ليسوع
لأهل كفرناحوم كان صوت يسوع كمثل ندى السماء. كلمات يسوع وسلطانه جذبت مسامع الناس حتى اليوم. فإذا لم نتعجب كلما قرءنا الإنجيل ففي الحقيقة لم نفهم شيئاً منه. فلنحذر لئلا نجعل من المسيحية قائمة من المسموح والممنوع. ويسوع وحده قادرٌ على أن يحمينا من خطورة هذا الموقف من خلال: صلاة وتأمل يومي في كلامه الذي سيكشف لنا أسرار قلبه المُحِب. عندها فقط تُصبح حياتنا المسيحية شهادة لمحبة يسوع لا استعراضاً زائفاً لروحانية رخيصة. أعمالنا تعلم وشهادة لما نُؤمن به.
فكل نص إنجيلي هو نعمة يُريد الله أن يُعطيها لنا، ولكن سنقبلها إذا ما سألناه عنها. هو بحث شخصي، فهل فكرت في أن تسأل الله نعمة الإنجيل؟