زمن التجربة
مرقس 4: 1-11
تجربة الطُرق القصيرة
[justify]
ذات الروح الذي حلَّ على يسوع لحظة المعموذية أخرجه إلى البرية للاختبار. ويقضي يسوع وقتا كتابياً كافيا: أربعين يوماً وأربعين ليلة. فعندما قرر يسوع التضامن مع الخطأة عليه أن يُبيّن أمانته لهذا الاختيار حتى النهاية. لذلك تكون حياة يسوع كلها برية تجارب، ولتكن هذه الأربعينية صورة لحياة يسوع. تُعبّر التجارب عن حالة الصراع التي نختبرها جميعاً ونحن نسعى لنعيش حُريتنا الحقيقية. فالشيطان الذي جرّب يسوع يُريد أن يُوهمنا. فلو تأملنا الكتاب المقدس لوجدنا أن مفهوم الشيطان تطوّر من كونه مُستشاراً في مجلس الله ليُصبحَ في مرحلة تالية مَن يفضح قضايا الإنسان أمام الله لينتهي به المطاف "الشيطان" أي المُوهِم. الذي يترك الإنسان في فوضى وشكوك. فيحضر الشيطان في حياة يسوع ليُوهمه في قراره الذي اختار. وخطته لن تكون تجربة الإنسان في خطايا واضحة المعالم، بل تشجيع الإنسان ليأخذ الطُرق المُختصرة في علاقته بالله وبالإنسان، وبالتالي نخسر الطريق الصحيح. ليكون الشيطان كل ما هو ضد الله.
فكثير منّا يُقرر لغايات صحيحة وسليمة، في حين أن نعلم أن النوايا السليمة لا تكفي إذا لم يُرافقها طُرق صحيحة أيضاً. يأتينا الشيطان فيما هو إنساني جداً: الرغبة. فلنا جميعاً رغبة في التملك، رغبة في الطموح ورغبة في التسلّط.
يسوع يعلم أن فيه قُوّة عظيمة وهو واعٍ لذلك. فالله يقول له: خُذ محبتي للإنسان، أحبهم حتى الموت، أحتضنهم بالحب الغير المشروط حتى لو عُلقّت على الصليب. ويأتي الشيطان ليقول ليسوع: استغل قوّتك لتحتكر الناس، لتُدمّر أعدائك، اربح العالم لنفسك. الله يقول ليسوع: أسس لملكوت وسلطان المحبة، أما الشيطان فيُريد من يسوع تأسيس دكتاتورية القوّة.
فعلى يسوع أن يختار ما بين طُرق الله وطُرق الشيطان: الناصح والمُشير في مجلس الله. فالتجربة كانت ليسوع ولكل مَن يتبعه هي الحط من عزائمهم، إيهامهم أن الشر نجح في كل مكان وغُلبَ الخير. نجح الشر وفشل الخير. ليكون الإحباط واليأس مصير الإنسان المُتتلمِذ ليسوع.
أقدِم على الاختيار الصحيح
علينا أولاً أن لا نخاف من التجربة فهذه علامة صحية إذ تعني أننا على الطريق نُكافح ونُحارب فلا مجال لتجنبها أو تفاديها علينا مواجهتُها. فهي ليست لتُخيفنا بل لخيرنا فتُقوينا إنساناً اختار الخير لأجل الناس. فالمُدرب مراراً ما يقترح تمارين صعبة لرياضيه لا لإنهاكهم بل لتقويتهم وتطوير مهاراتهم للمُنازلات الحاسمة.
يُعلمنا يسوع الآن أن نقول: نعم كُلياً لله ولا مُطلقة للشيطان في مُجتمع غلبت عليه المال والطموحات والقوّة فهي إله صار الإنسان مستعدا لأن يُضحي بكل إنسان وبكل شيء من حوله ليكون له ما يرغب. هذا هو الوقت لنجعل المسيح وقيمه نُصب أعيننا. فالله يهب لنا نعمة البصيرة لنُمّيز طُرقه لاسيما للغيارى للراغبين في جعل الله ومحبته تملك على الجميع. فما هي رغباتك الأهم في الحياة؟