قصة وجود يسوع
مرقس 1: 1-4
عطية الله لنا
تدبير الله عميق جداً. فهو أراد في يسوع أن يكشف لنا أنه:
1. صنعنا على صورته ومثاله ولذلك لا يُمكننا أن نجد حقيقة وجودنا إلا فيه،
2. يريد الله أن يُعطينا لا نعمه وبركاته، ولكن ذاته كُلياً.
ونسمع صوت يوحنا المعمذان اليوم، صوت قوي يدعونا للتغيير: غيّر حياتك وسهّل طُرق الله في حياتك، أَقدِم على الاختيارات الصحيحة. وهذه هي التوبة: أن تُعطي توجهاً جديداً لحياتك، أن تتوجه إلى الله ووعوده.
لنتذكّر أن الله يغفر لنا لا لأننا تُبنا، فغفرانه يسبق توبتنا، لا بل أن غُفرانه يُمكننا من التوبة، فعمل الله هو الغفران، الرحمة.
حضروا طُرق الرب
يحضر يسوع في حياتنا ليُحررنا من عبوديات شتى أُسرنا فيها باختيارنا. فكُلنا يعرف ما هو الخير والطيبة ولكن كثيراً ما نرى أنفسنا عاجزين عن إتمامه في حياتنا. نحن نختبر في داخلنا صراعاً مؤلماً بسبب عجزنا من عيش صورتنا التي خُلقنا عليها. وما يُؤلمنا أكثر هو خوفنا من أن نعيش حُرية أبناء الله. فيأتي صوت يوحنا ليُشجعنا لنُسهل طُرق إلهنا في حياتنا. فماء المعموذية يُطهِر ماضينا.
يأتي يسوع، كلمة الله، بُشرى الله لنا ليضع نهاية لسُلطان الخوف ورعب مخاوفنا. يأتي ليشفِ كل مرضً ووجع. يأتي ليُغذينا، ليُعيد إلينا نظر الله وسمع الله ولسان الله، فنحاور ونُصغي ونرى الآخر مثلما يرى ويسمع ويتكلم الله نفسه، إذا ما قبلناه في حياتنا.
ما هي المعموذية إذن؟
تقترن كل معموذية بـاعترافات ثلاث:
1. اعتراف أمام الذات، فنستيقظ لكل محاولة إخفاء لذواتنا لنقف بشجاعة ونرى ونصغي لذواتنا مثلما هي.
2. اعتراف لمَن أخطأنا إليهم، فأن نقول لله أننا أخطأنا لهو أسهل بكثير من أن نقول للإنسان أننا أخطأنا إليك.
3. أن نعترف لله بتواضع قائلين: أرحمني يا الله لأنني أخطأت إليك.
فإذا كان يوحنا صوتا ويسوع كلمة فنحن مَن يُسمع ويُصغي للصوت وللكلمة.
الأب بشار متي وردا