رسالة يوحنا
كانت رسالة يوحنا مُؤثرة جداً كونه إنسان يعيش رسالته. فلم يكن صاحب كلمة فحسب، بل جاءت حياته تعبيراً أصيلاً لما يُبّشر به، وتحدياً لمُعاصريه. فالعيش في البرية أعطاه فرصة سماع كلمة الله بصفاء. وباختياره ملبسا بسيطاً قرّب نفسه من حياة الأنبياء الذين عاشوا البساطة مًتجنبين كل ترفٍ والذي يقتل مراراً إحساس الوجود. أضف على ذلك اختياره لطعام أفقر الفقراء.
يوحنا صوتٌ يُهيئ الناس لتسمع الكلمة. والكلمة – يسوع – البُشرى السارة – هو لكل مَن يشعر بعُمق أنه ضائع.
رسالة يوحنا جاءت مُؤثراً لتواضعه. ففي وقته كان حل الحذاء من أقدام الضيف أو رب البيت من واجبات العبد. ولم يسأل يحنا لنفسه شيئاً، بل كل شيء هو للمسيح الذي يُبشر به. يُعلن يوحنا أن معموذيته هي معموذية الماء، في حين أن معموذية المسيح هي معموذية الروح القدس، وبالتالي تطهير القلوب المأسورة بعبوديات شتى. وبذلك يضحى يوحنا الرسول الحق للقدير القادم، هو الخادم هو العلامة الدالة ليسوع.
الإشارة ليسوع
إذا ما حاولت الاتصال بشخص ما عبر دائرة البريد ستجد أن مسؤول البدالة سيحاول إيصالك بالشخص المطلوب وما أن يتم الاتصال يُغادر هو الخط لتكون أنت مع مَن تريد الحديث إليه. واليوم كُلنا مسؤول ليجعل العالم في اتصال مُباشر مع يسوع.
الناس ستؤمن بيسوع إذا ما كُنت مثل يوحنا شخصاً لا يشغل المكان، ولا يحتل المايكروفون لنفسه. سيُصغي الناس إلينا إذا ما كُنا متواضعين، بُسطاء في حياتنا، ولا نُريد الإشارة لأنفسنا، بل للذي يحتاجه الناس جداً: يسوع المسيح.
فلنتأمل ملياً بحياة يوحنا، ولنحاول أن نلتزم موقف المُنتظر للقادم. فيوحنا صوتٌ ليسوع الكلمة. يسوع بحاجة إلى يوحنا، ويسوع يحتاج صوتنا ليصل للناس.
يا بُني أقضِ أعمالك بالوداعة فيُحبكَ الإنسان المَرضيٌ عنه.
إزدد تواضعاً ما ازددت عظمة فتنال حظوة لدى الرب
لأن قدرة الرب عظيمةٌ
والمتواضعون يُمجدونه (سيراخ 3: 17-20)