Fr. Sami DANKA عُضو
عدد المساهمات : 52 نقاط : 58 تاريخ التسجيل : 07/03/2008
| موضوع: أولى معجزات يسوع الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 9:28 pm | |
| أولى معجزات يسوع
يوحنا 2: 1- 11 كي نفهم إنجيل يسوع المسيح بحسب ما يرويه لنا يوحنا، علينا أن لا نتوقف عند القصة التي يرويها لنا، فعلى ظاهر القصة يدو أن هناك عُمقاً ينتظر من يستكشفه، وهذا ممكن للمُتحمّس في البحث فقط. يعيش يسوع خبرات عامة الناس، يُشاركهم أفراحهم مثلما يُشاركهم أحزانهم. وهكذا يحضر للعُرس مثلما تحضر مريم والتلاميذ أيضاً. لقد أحاط به مجموعة سماهم: اصدقاء وهو يُريد أن يُعرفهم بمشروعه الجديد: حياة جديدة للإنسان. كيف؟ من خلال العيش مع الناس، مُقاسمتهم الأفراح والأحزان، الآمال والطموحات، الإنتظارات وخيبات الأمل. وفي قانا، وبعدما أكلوا وشربوا يأتي يسوع لينظم إلى الإنسان في بحثه عن معنى للحياة فيفيض عليهم بخمر جديدة، الخمر رمز الفرح في الحياة. وهذا يحصل من خلال توجيه مريم ليسوع. فمريم هي مّن يدفع يسوع ليبدأ مشروعه، وهي تبقى أمينة مع ابنا فتقف عند أقدامه عند الصليب لتكون وفية للوعد حتى النهاية. وما بين البداية والنهاية تنسحب مريم وترضى بأن تكون: متأملة الناصرة كما يُخبرنا لوقا: وكانت مريم تحفظ هذا الكلام كله وتتأمل به في قلبها" ( لو 2:51). كأم حقيقية كُلها عيون تحتضن بنائها بالرعاية فتلاحظ عوزاً في الخمر، وهي لحظات مُخجلة للعروسين، فتتحرك لتُخفف عليهم من وطأة المُشكلة. أبنها قادر على أن يصنع شيئاً، لا بل عليه أن يتحرّك؛ فهذا هو الوقت وهي تعرف قلب ابنها فقد تربى من خلال هدوء وتأمل الناصرة. كلّها ثقة بابنها تأمر الخدم رُغم تردد يسوع أول الأمر: أفعلوا ما يأمركم به. وهكذا تأتي المعجزة لتُنقذ العروسين من خجل واهانة اجتماعية. إيمان مريم كان عظيماً. لم تكن تعرف ما الذي سيفعله يسوع ولكنها كانت متأكدة من أنه سيُقدم ما هو صحيح. حضور مريم في حياتنا تحتفظ مريم بمكانة مُهمة في إيماننا المسيحي ولا يُمكن أن تكون في خانة البُدلاء، فحضورها واجب في حياتنا المسيحية. فلقد أخذ يسوع الكثير من مريم خلال السنوات الثلاثين. فكانت هي مَن علّمته أن يرفع يديه في الصلاة وتسندها وهي تُعلمه الصلاة. هي مَن يعرف إنتظارات يسوع وهي لها رغبة عظيمة في جذب الناس إلى ابنها. مريم فتعبدنا لمريم سيُقرّبنا من قلب يسوع أكثر فأكثر فنقبل مشروعه: ملكوت الله. فمريم تُعلمنا أنه كلّما حضرَ يسوع إلى حياتنا، سيُحضر معه حياة جديدة أشبه ما تكون بتحويل الماء إلى خمر. فمن دون يسوع تبقى الحياة: كئيبة ومُحزنة وفي أحسن حال لها: معوزة، وهو قادر إن أطعناه ليجعلها حيّة ومُدهشة وعجيبة في عيوننا. فبمريم صار ليسوع الفرصة ليجعل الفرح والتحرر والسلام مُمكنا للإنسان.
كشف عن شدة ساعديه فشتت المُتكبرين في فكر قلوبهم. حطّ الأعزاء عن الأقوياء عن العروش ورَفَعَ المتواضعين أشبع الجياع من الخيرات والأغنياء صرفه فارغين نصرَ عبده إسرائيل ذاكراً كما قال لآبائنا، رحمته لإبراهيم ونسله إلى الأبد. (لو 1: 51- 55) | |
|