البابا يفتتح الاحتفال بالسنة الكهنوتية في الفاتيكان
بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الجمعة 19 يونيو 2009 (Zenit.org). – ترأس البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة السادسة من مساء اليوم الاحتفال بصلاة الغروب في البازيليك الفاتيكانية، وذلك بمناسبة بعيد قلب يسوع الأقدس، المتزامن مع احتفال السنة الكهنوتية، التي أراد البابا بندكتس الاحتفال بها في الذكرى الخمسين بعد المائة لوفاة القديس جان ماري فياني، المعروف عمومًا باسم "خوري آرس".
قبيل الاحتفال، جرى تزياح بذخيرة الكاهن القديس الفرنسي، ترأسه الكاردينال أنجلو كوماستري، رئيس كهنة بازيليك القديس بطرس، والكاردينال كلاوديو هوموس، رئيس مجمع الكهنة، والمطران غي بانيار، أسقف بلي-آرس.
ذكر البابا في مطلع القداس أن العهد القديم يتحدث 26 مرة عن قلب الله، باعتباره عضو إرادته. ويصف الكتاب المقدس قلب الله مشيرًا إلى أنه يتأثر ويعطف ويتحرك. فما هو هذا القلب؟
شرح الأب الأقدس أنه بالحديث عن قلب الله، تخبرنا الكنيسة عن "حب سري"، يظهر في العهد الجديد من خلال شغف الله اللامحدود نحو البشرية. فالله لا يستسلم أمام عقوق الإنسان ورفضه، بل ترسل رحمته الإلهية الابن لكي يحمل على عاتقه مصير الحب المحطم لكيما بغلبته لسلطان الشر والموت يستطيع أن يعيد للإنسان كرامة الابن. ورمز هذا الحب في العهد الجديد هو جنب يسوع المطعون بالحربة.
ودعا البابا الحضور للتوقف والتأمل بقلب يسوع المطعون على الصليب، منطلقًا من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس التي تقدمها الليتورجية: " الله الواسع الرحمة، لحبه الشديد الذي أحبنا به، مع أننا كنا أمواتا بزلاتنا، أحيانا مع المسيح - بالنعمة نلتم الخلاص - وأقامنا معه وأجلسنا معه في السموات في المسيح يسوع" (2، 4 – 6).
وصرح بندكتس السادس عشر: "يعبر قلب يسوع عن جوهر المسيحية الأساسي؛ ففي المسيح أوحيت إلينا ووهبت لنا جدة الإنجيل الثورية: الحب الذي يخلصنا ويجعلنا نعيش منذ الآن في أبدية الله". فالقديس يوحنا يشرح لنا: "إن الله أحب العالم حتى إنه جاد بابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدي" (يو 3، 16).
ثم أردف الأب الأقدس: "إن قلبه الإلهي يدعو قلبنا؛ ويحثنا على الخروج من ذواتنا" لكي نجعل من ذواتنا "هبة حب دون تحفظ".
دعوة المسيح لكل مؤمن هي "الإقامة بالمحبة"، وهذه الدعوة تنطبق بشكل مميز على الكهنة، فالكهنوت – بحسب تعليم الكنيسة الكاثوليكية – هو "حب قلب المسيح" (عدد 1589). "فكيف لنا ألا نذكر بتأثر أن عطية خدمة الكهنوت تدفقت مباشرة من قلب يسوع؟".
وذكر البابا أن السماح للمسيح أن يجتاح القلب بأسره كان هدف حياة بولس الرسول، الذي تشارف السنة المكرسة له على الختام، وكذلك حياة خوري آرس القديس، الذي هو الشفيع المميز لهذه السنة الكهنوتية.
وذكر البابا الكهنة بضرورة الحفاظ بأمانة على "الوعود الكهنوتية" التي قطعوها عند سيامتهم الكهنوتية. داعيًا إياهم إلى الرجوع إلى المسيح عند شعورهم بضعفهم، لأنه راعي نفوسهم أيضًا.