سلسلة عن الكتاب المقدس والكنيسة تنفي اقوا ل الحرفية اصحاب البدع ح6
الكنيسة 1
1- هل تركت الكنيسة تعاليم المسيح ؟
الكنيسة هي جماعة المؤمنين هي جماعة المؤمنين بالمسيح الذين يقودهم الروح القدس برئاسة الرسل وتلاميذهم وخلفائهم. ولكن مثل الكنيسة كمثل شجرة تملؤها الحيوية إنما لاتخلو أحيانا من أطراف نصيبُها اليبس فتقطع وتلقى فتزداد الشجرة حيوية ونضارة.
أو قل مثلها كمثل سماء مرصعة بالنجوم سقطت منها نجمة فاحتفظت بباقي النجوم.
يجري في الكنيسة ماجرى في عهد المسيح وبين رسله فقد خرج يهوذا من صف الأثني عشر وبقي الأحد عشر(يوحنا 13: 2) لكن الكنيسة ثابتة ليس فيها ارتداد.
أ) الرب يسوع معها الى انقضاء الدهر(متى28: 20)، لم بعد المسيح كنيسته بأن ينفي منها الاشرار، بل وعد من فوضهم سلطاته بان يكون معهم ومع كنيسته الى منتهى الدهر ليحفظهم من تعليم الخطأ في المواد الدينية الصرف لافي سواها:"علموهم(جميع الأمم) أن يحفظوا جميع مااوصيتكم به وها انا معكم كل الأيام الى منتهى الدهر"(متى28: 20).أي إنه سيكون مع الرسل وخلفائهم المكلفين بالتعليم حتى نهاية الدورة الزمنية.
ب)لن تقوى عليها أبواب الحجيم:"وأنا أقول لك : انت الصفاة(بطرس) وعلى هذه الصفاة سأبني كنيستي وابواب الحجيم لن تقوى عليها"(متى16: 18). فلاستمرار هذه الكنيسة حرص الرسل أن يعينوا غيرهم لانهم يعرفون أن الموت بأنتظارهم وقد يدركهم قريباً:
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
1)كلمة كنيسة معربة من العبرية"كنيست" وتعني" الجماعة"؛أما"أكليسيا" اليونانيه فإنها تعني" المدعوه الى الاجتماع".هنا لا نقصد بلفظة"كنيسة"مكان تجمع المسيحيين للصلاة.
"أما أنت فتيقظ في كل شيء واحتمل المشقات واعمل عمل المبشر وأوف خدمتك..."(2تيموثاوس4: 5)؛"أما أنا فقد أريق السكيب علي ووقت انحلالي قد اقترب"(2تيموثاوس 4: 6)؛ "إني تركتك في كريت لترتب الناقص وتقيم شيوخا(كهنة) في كل مدينة كما عينت لك"(تيطس 5: 1).
ج)رأس الكنيسة هو المسيح(أفسس5: 23) والمسيح هو رأس جسده الكنيسة(كولسي1: 18).
د)هي "عماد الحق وركنه(1تيموثاوس 3: 15). ولكن كما تعرض يهوذا للخيانة والهلاك كذلك قد يتعرض بعض خدام الكنيسة لهذا المصير، أنما هذا لن يوقف المسيرة: فإني أعلم أنه بعد فراقي، سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لاتشفق عل القطيع"
(أعمال20: 29)؛" ومنكم انفسكم سيقوم رجال يتكلمون بأقوال فاسدة ليجتذبوا
التلاميذ وراءهم"(اعمال20: 30)؛ والان استودعكم الله وكلمة نعمته القادرة أن
تبنيكم وتؤتيكم الميراث مع جميع القدسين"(أعمال20: 32). يتنبأ بولس انه سيقوم من بينهم من يفسدون ولكن لايقول كلهم.
غير ان المسيح هو رأس الكنسية، فهل يسمح المسيح لكنيسته وهي جسده ان تضل وترتد قيبقى جسد المسيح بلا رأس ويبقى رأسه بلا جسد؟ وبولس الرسول مثل كل عضو مخلص في الكنيسة وللكنيسة، يقول:"إني أفرح في الآلام من أجلكم وأتم ماينقص من شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده الذي هو الكنيسة" (كولسي6: 24). لذلك قد تفقد الكنيسة في مسيرتها الطويلة عبر الدهور بعض أعضائها، ولكنها لن تفقدهم كلهم دفعة واحدة وإلا بقي المسيح راسا بلا جسد،وإلا بقيت الكنيسة جسدا بلا رأس،وإلا لبطلت وعود المسيح إذ قال: ابواب الجحيم لن تقوى عليها وها انا معكم الى انقضاء الدهر. وهذا امر محال مهما طرأ عليها من احوال. حتى الارتداد الكبير في أخر الدنيا لن يؤثر في الحد الأدنى لوجود الكنيسة التي وعدها السيد المسيح بالدوام حتى منتهى الدهر وهو الصادق الوفي.
وإذا قال أحد إن ارتداداً كاملا شاملا حل في الكنيسة اي جماعة المؤمنين مع الرسل والتلاميذ الاولين فهذا إبطال لكلمات بولس الرسول "إن الكنيسة هي عماد الحق وركنه"(1 تيموثاوس2: 15). ومن المستحيل لأن يحل ارتداد جماعي بعد موت الرسل. فإذا حصل ذلك يكون المسيح قد ضمن الحق لجيل او جيلين فقط لا إلى منتهى الدهر، لفئة محدودة جدا من الناس أي الرسل وتلاميذهم لا لجميع المؤمنين به. ونصل الى نتيجة سخيفة وهي ان المسيح رأس الكنيسة يكون الطريق والحق والحياة بينما يكون جسده اي الكنيسة مسلك الضلال والخطأ والهلاك.
فإذا قال أحد: الكنيسة كانت على خطأ(من ناحية العقيدة أوتفسير الكتب المقدسة) في حين أن فلانا كان على صواب، نجيبه: محال ان يكون" عماد الحق وركنه" على خطأ، لأنه الخطأ ضد الحق؛ كما انه محال ان يكون فلان من الناس على صواب وهو"لم يسمع من الكنيسة". ولا ننسينّ هذا الامر الخطير: اذا أخطأت جماعة المسيح في تعليمها، فهذا يعني أن الدين المسيحي لم يعلم الحق وأنه ليس الدين الحق ولادين الحق.أما الأنتقادات لتصرفات بعض اعضاء الكنيسة فهي واردة بما أنهم بشر ضعفاء.
2- الكنيسة مقدسة
يتهم بعضهم الكنيسة بإنها شيطانية أو بابل. ولكن،مارأى المسيح في كنيسته ؟
"أحب المسيح الكنيسة، وبذل نفسه لأجلها، ليقدسها مطهراً إياها بغسل الماء وكلمة الحياة ليهديها لنفسه كنيسته مجيدة لا كلف فيها ولاغضن ولاشيء مثل ذلك بل تكون مقدسة منزهه عن كل عيب"(افسس 5: 25-26).
وقد صلى المسيح من اجلها وعلى المدى البعيد:" ولست أسال من اجل هولاء فقط( رسله) بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي عن كلامهم"(يوحنا17: 20)؛
"على هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الحجيم لن تقوى عليها"(متى16: 18)؛ " وإن لم يسمع(أخوك) من الكنيسة فليكن عندك كوثني وعشار"(متى18: 17).
ومارأي بولس الرسول في كنيسة المسيح ؟
"أنتم في جسدي مانقص من ألآم المسيح في سبيل جسده الذي هو الكنيسة
( بولس يعتبر الكنيسة جسد المسيح) لأني صرت خادما لها(خادما للكنيسة)
بحكم الوكالة التي عهد الله إلي فيها بالتبشير بكلام الله"(كولسي1: 24 -25)؛
"وهو(أي المسيح) رأس جسده الكنيسة"(كولسي1: 18).
فهي إذا لاتستحق الشتم ولا الأضطهاد كما بعضهم يفعلون.
إن المسيح ضمن الكنيسة من تعليم الخطأ ولكنه لم يكفل ولم يضمن أحدا من السقوط في الخطيئة لأن المسيحي ككل إنسان يبقى محتفظاً بحريته في التجاوب مع النعمة أو ارتكاب الخطيئة وعندئذ يحاسب ويدان.
وكذلك ينصح بولس الرسول تلميذه كيف عليه أن يتصرف في غيابه:" حتى إذا أبطأت، تعلم كيف يحب عليك ان تتصرف في بيت الله الذي هو كنيسة الله الحيّ ،
عمود الحق وقاعدته"(1 تيموثاوس 3: 15).
فليس إذن عمود الحق الكتاب وحده الذي قد يفسره الإنسان خطأ وعلى هواه بل هو الكنيسة أي جماعة المؤمنين بقيادة الرسل وخافائهم.
" الكنيسة" بيت الخلاص. هذا الكلام من كتاب اعمال الرسل. ولاعجب فالكنيسة جسد المسيح المخلص الذي هو نفسه الطريق والحق والحياة، فإذا ضلت الكنيسة ضل جسد المسيح، وهذا محال. وإذا هلكت الكنيسة هلك جسد المسيح، وهذا مخالف لما ورد في اعمال الرسل:"مسبحين(أي حميع المؤمنين وهم المسيحيون الأولون) الله ونائلين حظوة لدى الشعب . وكان الرب كل يوم يضم الذين يخلصون(أي ينالون الخلاص) الى الكنيسة"(أع 2: 47).
صدرت في بروكلين منذ الخمسينات ترجمة للعهد الجديد فيها قدر لابأس من التحريف. لن نعالج هذا الموضوع هنا. ونكتفي بأن نـُذكر القراء الكرام أن الترجمة المذكورة، المنقولة الى عدة لغات غير أنها غير موجودة في العربية، تحذف نهائيا كلمة" كيسة" وتضع بدلها" جماعة" ومن ناحية اخرى يتهم أتباع هذه الحركة التي اصدرت هذه الترجمة الكنيسة بإنها شيطانية. ويقولون إنهم يسندون كلامهم الى الكتاب المقدس.
نرد عليهم:في ترجمتهم الرسمية الصادرة عن بروكلين، مؤسسة برج المراقبة، لاترد على الاطلاق كلمة" كنيسة" في العهد الجديد ولا القديم. إذن لاتقدرون أن تتهموا" الكنيسة" بأنها شيطانية ولا ان تبنوا ذلك على الكتاب النقدس بما انه لا يذكر" الكنيسة" بأنها شيطانية ولا ان تبنوا ذلك على الكتاب المقدس بما أنه لا يذكر" الكنيسة" ولامرة واحدة، فحسب ترجمتكم، وأنتم تقولون طبعا إن ترجمتكم جيدة....
أما الذين يبشرون قائلين إنهم يتبعون حركيات الإصلاح فالإصلاح لم يكن له علاقة بالأرثوذكسية وسنرى أنه لم يكن إصلاحا صحيحا للكنيسة الكاثوليكية بل أوجد طوائف لا تحصى ولاتعدّ.
3- الكنيسة والزواج
إعتراض : ينطلق بعضهم من نصّ 1تيموثاوس4: 1 ومايلي ويتهمون الكنيسة لأنها شيطانية بذريعة أنها " تُحرم الزواج" على الكهنة والراهبات وأنها تمنع تناول بعض الاطعمة.
الردّ :ماينتقده بولس الرسول هو تحريم بعض المبدعين(ومنهم المانويون) للزواج على الإطلاق بمعنى أنهم كانوا يمنعون أي زواج بين الناس بذريعة أن الجسد نجس. ولكن الكنيسة لاتجزم الزواج بل تقدسه وتعده سرّاً من اسرارها السبعة مع المعموذية والثبيت والقربان المقدس والاعتراف والكهنوت ومسحة المرض.
حتى في قضية الكهنوت، لا ترفض الكنيسة الضلاقية أن يتقدم اليه رجال متزوجون والكنيسة الكاثوليكية الغربيى نفسها تسمج أحيانا لرجال متزوجين أن يصبحوا كهنة.
ولكن الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية ترفض، بناء على توصيات بولس الرسول في رسائله الى تيموثاوس وتيطس؛ لأن تقبل الى الكهنوت رجلا تزوج مرتين أي أرملاً ثانية بعد وفاة إمرأته الأولى، كما ترفض أن يتزوج ثانية الكاهن الأرمل.
بالنسبة للصوم والأنقطاع لاتمنع الكنيسة تناول بعض الأطعمة بشكل مطلق قاطع، بخلاف ماكان يعمل بعض المبدعين من اليهود المتنصرين الذين كانوال يصنفون الأطعمة بين طاهرة ونجسة، ولكن الكنيسة تطلب من المؤمنين أن يحرموا أنفسهم بشكل مؤقت من بعض الأطعمة، إشارة للتوبة والتقشف والتكفير عن الذنوب ولاسيما الشراهة والإفراط في المآكل والمشرب. ولقد صام المسيح والرسل والتلاميذ....
4 – هل وصـايا الكنيسة ملزمة ؟
رب قائل يقول لك :أنا لاأعتقد إلا بمماسرة وصايا الله، أما وصايا الكنيسة فلا أكترث لها.
وماذا يكون موقفه لو سمع الكتاب يأمر بها ؟ لنطالع معاً: " من سمع منكم فقد سمع مني ومن احتقركم فقد احتقرني"(لوقا10: 16)؛" فأن أبي أن يسمع لهم فقل للبيعة وإن لم يسمع من البيعة فليكن عندك كوثني وعشار"(متى18: 17)؛"وأختار بولس سيلا وأنطلق بعد أن استودعه الإخوة الى نعمة الله. فطاف سورية وكيليكية يثبت الكنائس ويسلم اليهم وصايا الرسل والكهنة( الشيوخ) ليحفطوها"(أعمال 15: 35-41).