اسرار تكشفها السيدة العذراء
اول مرة للرائية كاتالينا عن القداس الالهي
الجـزء الثالث
لأول وهلة بدأ لي أن القربانه الكبيرة كانت تنظر إلي وحدي ثم وعرفت أنها تتأمل كُل شخص في الكنيسة ، بنظرة مليئة بالحبّ... أخفضت جبيني ليلامس الأرض كما كان يفعل الملائكة والطوباويون في السماء. خلال لحظة ، فكرت أنه يسوع ذاته الذي يحيط بجسد المحتفل وكان في الوقت ذاته داخل القربانة، وعندما أعاد الأسقف القربانه إلى المذبح ، عادت إلى حجمها الصغير . وأمتلأت وجنتاي بالدموع ولم يكن بأستطاعتي أن أخرج من هذا الشعور الرائع.
ما إن بدأ الأسقف صلاة تكريس الخمـر، بدأت خيوط من الأنوار تشبه البرق تلمع في السماء وفي العمق. لم يعد للكنيسة من سقف ولا جدران. كان كل شيء معتمـاً،
ولم يبق سوى ذلك النور المتلألئ على المذبح .
فجأة رأيت يسوع المصلوب معلقاً في الهواء من الرأس حتى الخصر . وكان الصليب محمولاً بأيد كبيرة وقوية من وسط هذا الجمال إنبثق نور صغير يشبه حمامة صغيرة منيرة جداً تحولت بسرعة في كل الكنيسة ثم عادت لتقف على كتف االأسقف لجهة الشمال ، فتحول إلى يسوع لأنني كنت أتبين شعره الناعم ، وسماته النورانية وجسده الكبير ولكنني لم أرَ وجهه.
في الأعلى، بقى وجه يسوع المصلوب منحنيا صوب الكتف الشمال. كانت علامات الضرب والجروحات بادية على وجهة ويديه. وعند الجهة اليسرى من الصدر، بدأ جرح كبير يتدفق منه دم وماء من الشمال إلى اليمين . وكانت شعاعات النور تتجـه إلى المؤمنين بحركة نحو اليمين والشمال . دهشت أمام كمية الدم التي فاضت من الكاس دون أن تقع منها آية بقعة على المذبح.
قالت لي العذراء: هذه هي أعجوبة الأعاجيب. بالنسبة لله، لاوجود للوقت ولا المسافة خلال لحظة التكريس،إذ يحمل المصلّون إلى رجلي المصلوب ، ساعة صلب يسوع. هل يمكن لحد أن يتصور ذلك ؟ ليس بأستطاعه أعيننا أن نرى، لكننا جميعنا هنا، من نفس اللحظة حين يصلب يسوع ويطلب السماح لا لقاتليه فقط بل وكُل خطايانا: أنت أغفر لهم لأنهم لايدرون مايفعلون.
إبتداءً من هذا اليوم، لم يعد يهمني إذا اعتبرني الآخرون مجنونة أم لا، بت أطلب
من الجميع السجود وأن يعيشوا بالقلب وبكل أحساسيهم وهذا الإمتياز الكبير الذي
يعطينا إياها الله.
عندما وقفنا للبدء بصلاة الأبانا، تحدث يسوع لأول مرّة خلال القدّاس وقال: أريدك أن تصلي من عمق أعماقك وبقدر ماتستطيعين ، تذكري في هذه اللحظات كل الأشخاص الذين أهانوك بالأكثر، وأغمريهم وقبليهم وقولي لهم من كل قلبك: بأسم يسوع ،أنا اسامحك واتمنى لك السلام . إذا كان هولاء الشخاص يستحقون السلام، سيقبلوه وينالون منه كل خير، وإذا
كانوا غير قادرين على الانفتاح على السلام، فإن السلام للاخرين، إذا لم تكوني قادرة على السماح وعلى الشعور بهذا السلام في قلبك أولاً.
وتابع يسوع فقال لي:إنتبهي إلي ما تفعلين، انت تكررين في الأبانا"أغفر
لنا كما نحن نغفر لمن أخطأ إلينا"إذا كنت قادرة على السماح دون السماح دون أن تنسي الإساءة ،فأنت بذلك تضعين شروطاً على مغفرة الله وكأنك تقولين لله: اغفر لي فقط بالقدر الذي أنا أقـدر على الغفـران فقط.
لاأدري كيف أعبر عن ألمي عندما عرفت كم نحن قادرين على جرح يسوع وكم نسيء إليه بسبب أحقادنا وشعورنا السيئ وأساءاتنا التي تنمو من خلال عقدنا وحساسياتنا المفرطة. سامحوا، سامحوا من القلب واطلبوا السماح للذين أساءوا إليكم لتشعروا بسلام المسيح.
قال الأسقف:"أعطنا اللهم السلام والوحدة" ثم" سلام الربّ معكم" فجأة رأيت بين الناس الذين يصافحون بعضهم(ليس جميعهم) نورا كثيفاً يحط عليهم، فهمت أنه يسوع، فأسرعت عندئذ إلى مصافحة الشخص الذي كان إلى جانبي. أستطعت في الحقيقة أن اشعر في هذا النور ضمة يسوع، كان يغمرني ليعطيني سلامه، لأنني كنت في هذه اللحظة قادرة على السماح وتحرير قلبي من كل حقد ضد أي إانسان.
هذا مايريده يسوع، مشاركة لحظة الفرح هذه بعناق لنجد السلام.
وصلت لحظة مناولة المحتفلين بالقدّاس فكان كل الكهنة واقفين إل جانب الاسقف.
وفيما كان يأخذ القربانة بين يديه قالت لي مريم:هذه هي لحظة الصلاة لأجل المحتفل وكل الكهنة الذي يساعدونه ردّدي معي: باركهم يا الله،أحبهم، أهتم بهم،أعضدهم بجبّك وطهّرهم. تذكري جميع كهنة العالم وصلّي لأجل النفوس المكرسة....
أيها الإخوة الأحباء في هذه اللحظة يجب أن نصلي لأجلهم لأنهم الكنيسة، كما نحن العلمانيين، أحيانا كثيرة، يتطلب العلمانيون كثيراً من الكهنة، ولا يذكرونهم في صلواتهم، متناسين أنهم بشر، وغالبا مايشعرون بالوحدة، يحب أن نتفهمهم، ونساعدهم ونحبهم ونهتم، لأنهم يعطون الحياة لكُل واحدِ منا، على مثال يسوع من خلال تكرّسهم له.
يريد الربّ من القطيع الذي سلّمه إياه ألله، ان يصلّي ويساعد الكاهن على تقديس نفسه، يومياً ما وحين نصبح في القلب الثاني من الحياة سنفهم معنى الأعاجيب التي يصنعها الله على يد الكاهن الذي أوجده ليساعدنا على خلاص نفوسنا.
عندما بدأ المصلّون يتوجهون الى المناولة طلب منّي يسوع أن أنتظر بعض الشيء يريد أن يريني شيئاً. ويالهام داخلّي، تطلعت نحو السيدة التي تتقدم من المناولة. لاحظت أنها هي التي تقدمت من سرد الأعتراف قبل بدء القدّاس. عندما وضع الكاهن القربانة المقدسة في فمها، شعّ نور كثيف، أبيض ذهبي في فمها ثم دار حول كتفيها وصدرها وراسها.
قال لي يسوع:" هكذا أفرح في أن أضم النفس التي تتناولني بقلب طاهر"
طبقة صوت يسوع كانت تدلّ على أنه سعيد، وأنا كنت أنظر بإعجاب إلى هذا الصديق العائد على مكانه ملتفاً بالنور مغموراً بيسوع.
فكّرت بالنِعًم الكثيرة التي خسرناها كلّما تناولنا القربان المقدس رغم أخطائنا الكثيرة، فيما كان بالإمكان أن يكون تناولنا عيداً حقيقياً.
في أكثر الأحيان ندّعي أننا لانجد كهنة ليعرّفونا، لكن المشكلة الكبرى هي سهولة وقوعنا في الشرّ. نحن أن نجد معهداً تجميلياً أو مزيناً للشعر بدلاً من أن نفتش عن الكاهن عندما نريد أن نتخلص من خطايانا وقذاراتنا، نحن نتناول يسوع بكّل وقاحة فيما قلبنا مليء بالسيئات.
عندما توجهت إلى المناولة، قال لي يسوع: المشهد الأخير ، كام الأقرب بيني وبين أحبائي، في هذه الساعة الحبيبة، أنشات ماهو في الجنون الكبير في نظر العالم، وهو أن أكون سجين الحبّ. أسّست الإفخارستيا، أردت أن أبقى معكم حتّى نهاية الأزمنة،لأن حّيي لايتحمل أن يترك يتامى الذين أحببتهم أكثر من حياتي .
كان طعم القربانة التي تناولتها خاصا. كان مزيجاَ من دم وبخور إجتاح كياني. شعرت بحبّ كبير، لدرجة أن دموعي أنهمرت بغزارة ولم استطيع إيقافها.
عندما عدتُ إلى مكاني، وفيما أحاول السجود قال لي يسوع "إسمعي" . وفي الوقت ذاته سمعت في قلبي صلاة سيّدة كانت تجلس أمامي وكانت تقدّمت من المناولة منذ لحظـات: سمعتها تقول في داخلها: إلهّي، تذكر أننا في نهاية الشهر، ولم يعد لديّ مال لأدفع الإيجار، وقسط الماكينة، وقسط المدرسة. إعمل شيئاً لمساعدتي، أرجوك ساعد زوجي ليتوقف عن الشراب، لم يعد بأستطاعتي أن أتحمل سكرهُ. في حال لم تساعد إبني سوف يخسر سنته الدراسية. ولاتنسى جارتي التي يجب أن تبدّل مسكنها لم أعد أطيق حضورها.....
في هذه اللحظات قال الأسقف: فلنصلّي. وعندما وقف المصلّون، قال لي يسوع بحـزن: هل لاحظت، أن السيدة لم تقل مرّة واحدة إنها تحّبني، حّتى إنها لم تشكرني للعطية التي أعطيتها إباها. أن أنَزل ألوهيتي الى فقرها البشري لارفعها إلي. لم تقل لي مرّة واحدة: شكراً يسوع ....بل قدّمت لي مجموعة من الطلبات. معظم البشر الذين تناولوني هم هكذا.. أنا مت حـُباً بِهم وقمت من الموت. يجب أن أنتظر كل واحد منكم، لأنني أحبكم لكنكم أنتم لا تعرفون أنني بحاجة إلى حّبكم. عرّفي الجميع أنني شحاذ حبّ في هذه الساعة العظيمة بالنسبة إلي النفس. هل تدرون أيها الأحّباء ؟ يسوع هو الحُبّ
يأتي طالبا حّبنا ونحن لانعطيه شيئاً،حّتى أننا نتجنب الذهاب إلى لقاء مـّلـِك الحبّ الذي يعطي ذاته تقدمة مستمرة إلى الأبـد
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد امنا العذراء حافظة الزروع ونرجو ممنها ان ترفع صلاتنا لابنها وإلاهها ان ينعم ببركاته عليكم.