ما هو الفرق بين الزواج المدني والكنسي؟ ثم لماذا يستعمل في المجال الكنسي، تعبير "العائلة كنيسة صغيرة "؟
في سنة 1949 كان قد صدر كتيب ل (كارل كاريتو) العائلة، كنيسة صغيرة. إنه عنوان غير مألوف وقد حالفه الحظ. توجهت حركات الروحانية العائلية لنشر هذا التعبير، الذي نجده في وثائق الفاتيكاني الثاني ( نور الامم 11،رسالة العلمانيين 11)، وفي وظائف العائلة المسيحية في عالم اليوم 49، كذلك في التشكيلة الأكثر صحة ل "الكنيسة الخادمة". البعض اعتقد بأنه يعتمد على كون أن المجموعة المسيحية الأدنى لم يكن لديها موضع للاجتماع فكانت تلتقي في البيت. نجد ذكر هذه العادة في رسائل القديس بولس وفي أعمال الرسل. في روما هناك آثار لبيت Sabina sull’Aventino أو لبيت الشيخ اقليمس قرب الكوليسيوم (Colosseo). حيث كان يجتمع المسيحيون.
مؤسسة على سر:
تدعى العائلة (الكنيسة العائلة ) لأنها جماعة صغيرة من المؤمنين حيث الرجل والمرأة مع الأولاد يعيشون ويغذون إيمانهم بسماع كلمة الله، الأسرار، الصلاة، التسامح، المحبة المتبادلة. يمتلكون في قلبهم ليس فقط الترف الإنساني والأرضي، لكن أيضا النمو المسيحي ويجعلون من الحياة العائلية مسيرة خلاص. لكي نفهم هذا التأكيد، لنفكر بذلك الذي حدث في بلدان الشرق. الحياة المسيحية قد استمرت في جميع الاضطهادات لأنها استمرت بالعيش بين الجدران الخادمة. البابا يوحنا بولس الثاني نفسه أكد وبشكل مستمر هذا المبدأ قائلا: بأن " التبشير المستقبلي يعتمد بدرجة كبيرة على الكنيسة الخادمة". نجد صدى في سينودس الأساقفة الأسيوي: " في هذا الزمن من التبشير الجديد يجب على العائلة أن تكون المكان الأول والرئيس لعيش وتطبيق الإيمان المسيحي،منخرطة بشكل فعلي في الرعية".
العائلة هي كنيسة العائلة لأنها تولد من سر الزواج، بمعنى أنها تسمح بفهم الفرق بين الزواج المدني والمسيحي. في الأول يكتمل الرجل والمرأة أمام رئاسات الجماعة المدنية طالبين أن يكونا معرّفين كثنائي، مكتسبين الحقوق التي يمنحها المجتمع للثنائي الزوجي وملتزمين بعيش حياتهم الثنائية بحسب المبادئ المنصوصة من القانون المدني.
صورة الله – محبة
الشيء المهم والجديد في الزواج الكنسي أن هناك إصبع الله. المتزوجون يدخلون في بيت الله ، يقدمون أنفسهم له ومعه يحتفلون بالسر. هذا يعني بأن الرجل والمرأة اللذين نالا العماذ عندما يتلفظان صيغة الرضى بالزواج فإنهما ينتجان تأثيرا مضاعفا:
1 – يخلقان بينهما عهدا من خلاله يلتزمان ببناء جماعة خاصة. جماعة حياة وحب زوجي.
2 – يجعلان الله حاضرا، والله لا يرضى بالحضور ومنح البركة فحسب، بل يطلب اتخاذ القرار مع الزوجين قرار حاضر ومستقبل حياتهم. ممكن أن يؤدي إلى خلق عهد بين الله والثنائي. الله يطلب بأن يحب الزوجان بعضهما متخذين من محبته مثالا، محبة أمينة، مثمرة، صبورة، رحومة، مخلصة، يعطي إياهما نشوة حياة (النعمة) التي تجعلهما قادرين أن يحبا مثلما أحب هو. الزوجان من جانبهما يلتزمان بتمثيل محبتهما بمحبة المسيح وبعيشها بالطريقة والهدف المقترح من المسيح. حضور الله هذا ليس حدثا عرضيا. لكنه يستمر طوال الحياة. منذ تلك اللحظة تصبح حياة المتزوجين مسيرة ثلاثة؛ الرجل والمرأة والله الذين يربطون حياتهم بمسير يستمر مدى الحياة الى الموت.
منفتحون على جماعة القديسين
نصل إلى خاتمتين. الأولى: هي أن الزواج المسيحي يختلف عن الزواج المدني حسب نوع الحب المختلف الذي يلتزم به كل من الرجل والمرأة: حب مشابه لحب المسيح، حب يحب دائما بقوة، بصبر، برحمة، حب لا يقل أبدا ولا يقول ابدا "يكفي"، حب يختلف عن ذلك الذي يضعه المجتمع كأساس للعلاقة الزوجية (الذي ممكن أن يكون متفككاً).
لكنه يتميز أيضا (ونحن في الخاتمة الثانية) بالأفق الأكثر وسعا حيث يضع فيه الزوجان قصة حبهما. الزواج لا يتطلب فقط حب البعض، مساندة البعض في متاعب الحياة، إنجاب وتربية الأولاد؛ لكن يمثل الخلاص في هيئته الأخيرة. هذا يعني بأن مسير الزوجين لا ينفذ في الأفق الأرضي – الزمني ولكن ينفتح على الأبدية. العائلة تصبح المكان حيث يكون الله دائما حاضرا بكلمته، بوعوده، بعمله المدبر والمساند. في هذه الطريقة نعتبر العائلة المسيحية جماعة داخلة ضمن جماعة القديسين.