من سيدخل جهنم ؟

جهنم ومن سيدخلها
وان منكم الا واردها . كان على ربك حتما مقضيا. ثم ننجي الذين اتقوا
ونذروا الظالمين فيها جثيا ( سوره مريم 71-72)

عزيزي القارئ سؤال في غاية الأهمية والخطورة وهو .. من سيدخل جهنم ؟

هل الكلام هنا عن الأشرار الخطاة أم عن كل المسلمين , وما معنى الورود هنا ويقدم لنا الإجابة عن هذا الأمر نبي الإسلام نفسه وعلماء المسلمين الذين لهم الحق والمقدرة على شرح آيات القران وتفسير الأصول الإسلامي .

( وان منكم إلا واردها كان على ربك أمراً مقضيا )

عزيزي وأنت تقرأ هذه الآية التي يذكرها القرآن إن كل واحد لابد أن يدخل النار ألا يدخل إلى قلبك الخوف والرعب بل ما هي قيمه حياتك التي تعيشها الآن وآخرتها نار جهنم لحظه من فضلك راجع فكرك وتأمل فيما يقوله القرآن إن كل مسلم لابد أن يدخل النار وهذا واجب حتمي على الله .........

يقول نبي الإسلام محمد ما يلي ( لا يبقى بار أو فاجر وإلا يدخل النار)

السيوطي ,الاتقان, ج,4. ص237 ... ويقول القرآن بعد ذلك (ثم ينجي الله من تلك النار الذين اتقوا ) والشيخ كشك يؤيد هذا الكلام للسيوطي في الفتاوي ج6 ص41 ... وفي مسند الدرامي عن عبد الله بن مسعود ( قال رسول الله صلعم , يرد الناس ثم يصدرون منها بأعمالهم .. فمنهم كلمح البصر- ثم كالريح - ثم كحضر الفرس- ثم كراكب المجد في زحل- ثم كشد الرجل في مشيته) تفسير القرطبي لسوره مريم .. وفي تفسير الطبري ( حدثنا أبو كريب قال , ثنا ابن يما عن مالك بن مغول عن ابي اسحاق قال ... كان أبو ميسره اذ أوى إلى فراشه قال يا ليت أمي لم تلدني . فقيل وما يبكيك يا أبا ميسره ؟ قال اخبرنا انا واردوها ولم نخبر انا صادرون عنها ….. . حدثنا الحسن بن يحيى قال اخبرنا عن عبد الرزاق عن ابن عيبه عن اسماعيل ابن خالد عن قيس بن ابي حازم قال ( كان عبد الله بن رواحه واضع رأسه في حجر امرأته فبكى , فبكت امرأته قال ما يبكيك؟ قالت رأيتك تبكي فبكيت قال( اني ذكرت قول الله وان منكم الا واردها ) فلا ادري انجوا منها أم لا ؟ حدثنا ابن حميد قال – ثنا حكام عن اسماعيل عن قيس قال

بكى عبد الله بن رواحه عن مرضه فبكت امرأته فقال ما يبكيك ؟ قالت رايتك تبكي فبكيت قال ابو رواحه ( اني قد علمت وارد النار فما ادري اناج منها انا ام لا ؟ )

وفي سوره المؤمنين 60 ( الذين يؤتون ما أتو وقلوبهم وجله انهم الى ربهم رجعون ) وعن هذه الايه اغنانا نبي الاسلام عن فهمها اذ شرحها لنا بكل وضوح

فقد جاء في البيضاوي ص457 , والجلا لين ص288 , والزمخشري في الكشاف ج 3ص192 (قالت عائشه يا رسول الله هل الذي يخاف من الله هو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر ولذلك يخاف العقاب( فقال لها محمد لا يا ابنه الصديق بل هو الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو على ذلك يخاف الله لئلا لا يقبل منه هذه الأمور) !!!

فإذن لا ضمان ابدي للإنسان في الإسلام برغم من صلاه المسلم وصيامه شهرا وتصدقه على الفقراء وإذا أمكنه الحج والنطق بالشهادتين . فلا أحد يعلم مصيره الأبدي فمشكله الإنسان في الإسلام هي الخوف من المجهول.

والإسلام لم يقدم الحل لهذه المشكلة المرعبة . لكن نجد العكس , وعلى أساس شرح محمد لهذه الآبه نجد اعمده الإسلام مذعورين وخائفين من الموت ويجهلون مصيرهم وعندنا نموذج حي وواضح لذلك وهو ( أبو بكر الصديق ) الذي كان اشد الناس تدينا وأكثرهم معرفة بأصول الدين الإسلامي وأشدهم قربا لمحمد نبي الإسلام فهذا أبو بكر الذي قال عنه محمد انه احب الناس إليه فولاه المسلمون الخلافة مباشرة بعد موت محمد . أبو بكر هذا لما جاءه الموت كان خائفأ سألوه عن السبب فقال ما يلي ( والله لا أمن لمكر الله ولو كانت أحد قدمي في الجنه )

خلفاء الرسول ص114 (خالد محمد خالد) . ياله من اعتراف صريح وواضح فهو لا يطمئن لله بل يخشئ أن يمكر به حتى ولو كانت أحد قدميه في الجنه فانه ربما يغير رأيه في آخر لحظه ويدخله النار. هذا مع أن أبو بكر كان واحد من العشرة المبشرين في الجنه ولكن هو نفسه لم يكن مطمئن . والآن نترك أبو بكر ونذهب إلى رابعه العدويه والى حسن البصري وهما من أكابر المسلمين باعتراف الجميع وسيرتهم تملأ المكاتب رابعه العدويه كانت كثيرأ ما تصلي وتصوم بدون تقيد بفروض الإسلام وكان يحج إليها الالاف ليسمعوا إلى ارشاداتها في زمن الخليفه هارون الرشيد. والحسن البصري يؤكد الكل انه عالم فقيه تلقى علومه من الصحابه مباشرة ( الاتقان للسيوطي ج4,ص221 ) وانه من اتقى اتقياء المسلمين . ( جاء في كتاب رابعه العدويه بين البكاء والغناء ) للدكتوره سعاد علي عبد الرزاق ص44 ما يلي سألت رابعه العدويه الحسن البصري قائله .....

( ماذا يقول الفقيه إذا أنا مت . وإذا نودي في الخلائق يوم القيامة فريق في الجنه وفريق في النار فمن اي فريق سأكون ؟ فقال لها ( هذا غيب ولا يعلم الغيب الا الله) وفي ص87 نقراء ان رابعه العدويه تنتفض وتصيبها رعده اذا ذكرت الموت امامها وتقع مغشيه عليها , وفي ص84,85 من نفس الكتاب نقرأ ما يلي كانت حياه رابعه العدويه مطبوعة بطابع الحزن والخوف , وكان الحسن البصري على قمه طائفه الخائفين وقد ساد الحزن حياته واكثر من البكاء وجعله سنه للناس جميعا.

( وكان يرى القران هو مفتاح الحزن المقيم ) وكان الحسن البصري يقول ما يلي ( والله يا ابن ادم لئن قرأت القرأن ثم امنت به ليطولن في الدنيا حزنك ويشتد خوفك وليكثرن في الدنيا بكاؤك ) وقال عنه اهل البصره ما كنا نراه الا وكأنه حديث العهد بمصيبه .

ويقول محمد في القرأن ( ولو شاء ربك لجعل الناس امه واحد ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم . وتمت كلمه ربك لاملان – جهنم – من الجنه والناس اجمعين ) سوره هود 118,119

أيها القارئ العزيز من فضلك قف لحظه وتأمل بهذه المصيبة التي أمامنا التي أعلنها محمد نبي الإسلام ودونها القرآن وشرحها علماء المسلمين القدامى والمعاصرين الذين لهم الحق والمقدرة على شرح آيات القران وتفسيرها أمثال

( البيضاوي – الطبري – والجلالين – والزمخشري – والسيوطي – وابن كثير ) إضافة إلى المصدر الأساسي وهو أصحاب محمد وخلفائه الذين كانوا صادقين جدا في نقل الأحاديث والسيره وشرح القرآن .

عزيزي القارئ أليس هذا مخيف ومرعب .. ماذا ستفعل بعد ما عرفت إن الدخول إلى جهنم أمر حتمي ومقضي من الله حسب ما يقوله القران . ويقول اتقى أتقياء المسلمين الحسن البصري عن القران ( والله يا ابن آدم لئن قرأت القران ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك ويشتد خوفك وليكثرن في الدنيا بكاؤك )

يعني حزن وخوف وبكاء في الدنيا وجهنم وعذاب في الآخرة . عزيزي القارئ لا أريد أن أتركك في هذا الخوف والرعب الرهيب لكن سأقول لك عن خبر مفرح يطمئن قلبك ويعطيك سلام حقيقي من الآن ويضمن لك الأبدية السعيدة في المستقبل . وهذا الخبر ليس من إنسان لكنه من أصدق مصدر في هذا الكون وهو

الله المحب وقد أعلنه في الكتاب المقدس. اسمع ما تقوله كلمه الله

( لأه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ) إنجيل يوحنا 16:3

اعظم إعلان لمحبة الله نجده في صليب المسيح . يقول الكتاب المقدس ( ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا ) روميه 8:5

( في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل هو أحبنا وأرسل أبنه كفارة لخطايانا ) يوحنا الأولى 10:4

هذا ما يعلنه الله المحب المنزه عن المكر والخداع والكذب الله المحب وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة (بطرس الثانية 9:3)

عزيزي إذا كنت تريد أن تهرب من نار جهنم وتتمتع بغفران الخطايا وتنال الحياة الأبدية فتعال إلى المسيح الفادي الذي احبك ومات من أجلك على الصليب تعال إليه فهو يدعوك ويقول ( من يقبل إليّ لا أخرجه خارجاً ) تعال إليه لأنه قد أكمل كل شئ وسدد كل الحساب وحمل كل العقاب في جسده عندما مات على الصليب ) بطرس الاولى 24:2)

وما عليك إلا أن تقبله ربا ومخلصاً وفادياً لحياتك تعال إليه

الآن فتنال الغفران وتحظى بالحنان وتقيم في الأمان .................. تعال إليه

الآن قبل فوات أوان ...... واسمع تحذير الله الخطير ( سفر الأمثال 12:9)

--- ان كنت حكيماً فأنت حكيم لنفسك وان استهزأت فأنت وحدك تتحمل ---تعال إليه الآن فتنجوا من عذاب مؤكد. ولكن إن احتقرت محبته فلا محال من قبول دينونة مخيفة . مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي (عبرانيين31:10)

عزيزي القرار قرارك اعلم انك سوف تقدم عن نفسك حسابا لله العادل