سلسلة شهر الانفس المطهرية
اليوم السادس والعشرون(1)
الرأفة تعزّي الأنفس المطهريّة
كم هي ثمينة
إنّ خطايانا عظيمة وكثيرة وإصلاحاتنا ضئيلة، ممّا يجعلنا عاجزين عن دفع ديوننا في هذا العالم الزمني، لغفرانها وإذا لم ترأف الكنيسة بضعفنا فتفتح لنا كنـز التسامح والغفران.
كنـز عظيم لا ينضب من العطايا يقدّمها لنا سيّدنا يسوع المسيح والقدّيسة مريم العذراء مع القدّيسين قداسة البابا مؤتمن على مفتاحه.
بعد الذبيحة الإلهيّة والمناولة المقدّسة ليس أحبّ وأغنى على قلوب الأحياء كما الأموات من هذا الجهد الأخير للرحمة الإلهيّة من أجل راحة الأنفس المطهريّة.
بالتسامح والغفران، وهما بمتناول الجميع، نملك سبيل إرضاء العدالة الإلهيّة، فنفتدي الأنفس العزيزة علينا، والتي تكفّر بالنّار عن خطاياها في حياتها الدنيا.
إنّ الغفرانات العديدة التي تقدّمها لنا الكنيسة بسخاء تنهمر مطرًا منعشًا على الذين جفّت نفوسهم، وعزاءً على الباكين، وسعادة مقدّسة على أسرى المطهر.
يا له من اختراع أبوي عجيب! يا له من كنـز!
هلمّوا نربح هذه الثروات الروحيّة، الأثمن من الذهب والأوفر منه، والمضاعفة أبدًا. فلنربح منها كثيرًا ودائمًا. إنّها فكرة مشجّعة من أجل أهلنا الأحبّاء! من أجل الآخرين! من أجل الأنفس المنسيّة! من أجل الأنفس المعذّبة! العزاء والمساعدة أن نحبّ ونبكي!
كيف نربحها؟
ثلاثة شروط واجبة للفوز بالغفران.
أوّلاً: يجب أن نكون في حالة النعمة. فالله يريد وقبل أن ننجد الآخرين، أن نغلق أبواب الجحيم تحت أقدامنا. فكلّ الأعمال التي قمنا بها ونحن في حال الخطيئة المميتة هي أعمال مائتة ولا نفع منها.
ثانيًا: أن يكون لدينا النيّة الصافية للفوز بالغفران، فنجدّد كلّ يوم مع صلاة الصباح رغبتنا الصادقة للفوز بالغفران المرتبط بممارسة التقوى خلال النهار.
ثالثًا: القيام بالأعمال المدوّنة كاملة وهي سهلة التنفيذ مختصرة الوقت وبمتناول جميع المؤمنين. هذه الأعمال هي: صلاة قصيرة، تقدمة بسيطة، إماتة، والمناولة المقدّسة.
رأفة، أيّها المسيحيّون، لا تهملوا هذا الكنـز الروحيّ من أن تقدّموه إلى الموتى المؤمنين. هل من عذر للامبالاتكم وكلّ هذه الغفرانات تعود إليهم بالراحة وهي بمتناول أيديكم؟
أنتم وحدكم المعنيّون بمساعدة أخوتكم المعذّبين ولا كلفة عليكم. كلّ غفران وإن كان جزئيًّا، يختصر زمن عذاباتهم. فإن كنتم كرماء للفوز بغفران كامل فالنفس التي تقدّمون إليها الغفران قد تتحرّر من دَينها والسماء تفتح لها فترتفع برّاقة عند الله فتذكر، لديه إحسانكم إلى الأبد. يقول القدّيس لويس في نهاية وصيّته وبطلبه الأخير: "يا بني تذكّر أن تفوز بغفرانات الكنيسة".
[نستطيع الفوز وبالشروط المدوّنة، بغفران كامل، عند زيارتنا إلى بعض الأماكن المقدّسة، وذلك عندما يهبها الحبر الأعظم].
مثال
أحد المبشّرين المنتمين إلى جماعة القدّيس فرنسوا وهو يبشّر عن المحبّة، وهب مستمعيه عشرة أيّام من الغفران* بحسب السلطة التي منحه إيّاها الحبر الأعظم! إحدى سيّدات المجتمع السابقات والتي لم يبقَ لها من مركزها الاجتماعي السابق سوى الخوف من كشف بؤسها الحالي، جاءت تعرض إلى المبشّر أمرها سرًّا. فأجابها بما أجاب القدّيس بطرس يومًا أعرج أورشليم قائلاً: "لا فضّة ولا ذهب لديّ فسأعطيك ممّا أملك. أجدّد لك التأكيد أنّك ربحت عشرة أيّام من الغفران بحضورك تبشيري هذا الصباح. إذهبي إلى ذلك المصرفي الذي لم يهتمّ إلى الآن بالكنـز الروحي وقدّمي له أيّام الغفران هذه بمقابل الحسنة التي يمكن أن يعطيك إيّاها فتختصر الآمه التي تنتظره في المطهر، وأنا مؤمن أنّه سيساعدك.
ذهبت المرأة المسكينة إلى المصرفيّ بكلّ بساطة وإيمان عارضة عليه أمرها. استقبلها المصرفيّ بمحبّة وسألها هازئًا: "كم من المال تظنّنين أنّك ستحصلين مقابل عشرة أيّام من الغفران". فأجابته: بقدر ما تزن في ميزانك"! فقال لها: "هذا ميزان أكتبي على ورقة أيّامك العشرة وضعيها في إحدى دفّتيه، وأنا أضع قطعة مال في الدفّة الأخرى..." مخالفًا للعقل! الدفّة الأولى لا ترتفع، لا بل رفعت الدفّة التي تحوي قطعة المال. متعجّبًا أضاف المصرفيّ قطعة ثانية وثالثة ولم يتغيّر شيء. وضع خمس قطع، عشر، ثلاثين، مئة، حتّى أتمّ حاجة المرأة الحالية، عند ذلك استوت دفّتا الميزان. كان هذا الحدث درسًا لا يقدّر بثمن للصيرفي. لقد عرف قيمة الفوائد السماويّة.
لكن الأنفس البائسة تقدّر فضل هذه الفوائد. إنّها تعطي مال الأرض وذهبها كلّه مقابل القليل من الغفران. وعلينا، نحن، أن نؤمّن لهم ما أمكن منه!
لنصلِّ:
يا يسوع الحبيب! أنت تعرف فاقتي حقّ المعرفة. ومن فيض رحمتك وهبتني من كنـز عطاءاتك السبيل إلى سدّ حاجتي. فها أنا آتي كلّ يوم لأغرف من هذا الكنـز المشرّع دائمًا، الغفرانات الثمينة التي توفي دين إخوتي الموتى.
يا يسوع، كن عونًا لهم ليرقدوا بسلام!
ثم اتلوا كل يوم بيت من المسبحة-( والافضل تلاوة مسبحة ورديه كاملة) الطلبة من أجل الموتى المؤمنين- نؤمن بإله واحد...- صلاة السلام لسلطانة السماء والأرض- الصلاة من أجل الانفس المطهرية- صلاة من الأعماق،وكمايلي .
* طلبات من أجل الموتى المؤمنين
يارب إرحمنـا
يايسوع المسيح إرحمنا
يارب إرحمنا
يايسوع المسيح أنصت إلينا
يايسوع المسيح إستجب لنا
ايها الآب السماوي الله إرحم الموتى المؤمنين
ايها الأبن فادي العالم، الله إرحم الموتى المؤمنين
أيها الروح القدس، الله إرحم الموتى المؤمنين
أيها الثالوث القدوس، الله إرحم الموتى المؤمنين
ياأم الله القديسة مريم صلِِي لأجل الموتى المؤمنين
أيها الملاك ميخائيل صلِ لأجلهم
ياملاكي الحارس وملاك الموتى المؤمنين صلوا لأجلهم
ياجوقة الأرواح المقدسة صلوا لأجلهم
ياماريوسف وما يوحنا المعمذان صلوا لأجلهم
أنتم أيها البطاركة والانبياء المرسلون صلوا لأجلهم
يامار بطرس ومار بولس صلوا لأجلهم
يارسل المسيح وكتبة الأناجيل صلوا لأجلهم
ايها القديسان إسطيفان ولوران صلوا لأجلهم
أيها الشهداء القديسون صلوا لأجلهم
ياقديس غريغوريوس وياقديس أوغسطين صلوا لأجلهم
ياأباء الكنيسة القديسون صلوا لأجلهم
ايتها القديسة حنـّة والقديسة مريم المجدلية صلوا لأجلهم
ياقديسة كاترين وقديسة أورسولا ورفاقها صلوا لأجلهم
أيتها العذارى والأرامل القديسات صلوا لأجلهم
ياجميع من قدسهم الله صلوا لأجلهم
كُن عوناً لهم يارب
أغفر لهم يارب
يارب كُن عوناً لهم واستجب لنا
باسم اسمك الحبيب يايسوع أرحم الموتى المؤمنين
برحمتك العظيمة أرحم الموتى المؤمنين
بألامك المُرة وجروحانك المُقدسة أرحم الموتى المؤمنين
بدمك الثمين وبموتك الفادي أرحم الموتى المؤمنين
نحن الخطأة المساكين أستجب لنا يارب
إقبل عطاء رحمتك للموتى المؤمنين
إقبل من أجلهم لين قساوة عدالتك
إعفهم من عذاباتك جزاء خطاياهم
إقبلهم في دار السلام والراحة الابدية
إقبل وديعتهم في ميراثك الأبويّ
إسمح له بمشاهدة جمالك الإلهي
أروهم يارب من عظيم محبتكَ
إقبل إتمام رغبتهم في الراحة الابدية
أعطهم الراحة يارب وخصوصاً أنفس اهلنا واصدقائنا والمحسنين إلينا
هّب رحمتك للأنفس المنسية التي لايصلي أحدُ لأجلها
فلتكُن الذبيحة الإلهية والمناولة المقدسة غذاء مفيداً لهم.
ياحمل الله الحامل خطايا العالم أغفر لهم
ياحمل الله الحامل خطايا العالم إستجب لهم
ياحمل الله الحامل خطايا العالم أعطهم الراحه الابدية
*بعدها يُتلى قانون الايمان ....
*صلاة السلام لسلطانة السماء والارض.
السلام عليك، أيتها الملكة أم الرحمة والرافة،
السلام عليك ياحياتنا ولذتنا ورجانا،
إليك نصرخ نحن المنفين أولاد حواء،
ونتنهد نحوك نائحين وباكين في هذا الوادي وادي الدموع،
فأصغي الينا ياشفيعتنا،
وأنعطفي بنظرك الرؤوف نحونا،
وأرينا بعد هذا المنفى يسوع ثمرة بطنكِ المُباركة،
ياشفوقة ، يارؤوفة ، يامريم البتول الحلوة اللذيذة ،
آميـــــــــن .
* صلاة من أجل الانفس المطهرية
أيها الرب يسوع إرأف بتلك الانفس الاسيرة في المطهر. يامن قبلتَ من أجل خلاصها، أن تأخذ لنفسك طبيعتنا البشرية وتـُعاني الموت الأليم. إرحم زفراتهم المُحرقة لمشاهدتك . إرحم دموع ندمهم العظيم ، وبفضيلة آلامك إغفر لهم آلامهم اتي إلتصقت بهم بسبب خطاياهم.
يايسوع الطيب القلب إغسل بدمك الطاهر هذه الانفس الحبيبة فيختصر زمن كفارتهم فتتمكن قريباً من السكن إلى جانبك في السعادة الأبدية أمين.
*صلاة من الأعماق
أضع رجائي في الرب يسوع , وأنا أثق بكلمتهُ . من الاعماق أناشدك يارب. يارب أنصت إلى ندائيّ ! فلتكن أذنك صاغية إلى صلاتي. إذا نظرت إلى الخطايا يارب . ياربّ من يصمد أمامك ؟ ولكن إلى جانبك الرحمة تقوم. أخافك ياربّ وأنت رجائي. نفسي تنتظر الربّ وأنا اثق بكلمته. نفسي تنتظر الربّ بثقة كما ينتظر الساهر الفجر. بما أنا النِعمَة إلى جانب الربّ وغزارة الفداء ، هو يفدي إسرائيل من كّل خطاياهُ. المجد للآب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.
_________
(1)هذه السلسلة من كتاب شهر مع اصدقاء الانفس المطهرية، ويمكن االمباشرة على صلاة شهر الانفس المطهريه حال استلام الصلاة وليس فقط في شهر تشرين الثاني.