سلسلة شهر الانفس المطهرية
ا ليوم التاسع(1)
مأساة آلامهم وعجز صلواتهم
عجز آلامهم
عند الموت تفقد النفس جزاءها لأنّها لم تعد حرّة الاختيار بين الخير والشرّ. فمثل المطهر، في تلك الليلة الذي تكلّم عليها السيّد المسيح في الإنجيل حيث لا يقوى أحد على شيء وحيث الذين يئنّون فيه يشبه مثل ذلك المزارع الذي منعه ربّ البيت من زرع حقله.
لذلك فالموتى الأحبّاء عاجزون عن مساعدة أنفسهم. فخضوعهم الكلّي وحبّهم لله وعظمة عذاباتهم لن يقصّروا قيد أنملة من زمن عذاباتهم في المطهر. إنّ أصغر آلام المطهر لو تحمّلوها على الأرض لأكسبتهم مجد السماء. أمّا في المطهر فإنّ هذه الآلام عقيمة لا جدوى منها لهم في المطهر ولا جدوى لها في السماء، إنّها بكلّ بساطة تسديد دَيْنٍ.
وأسفاه أن تتألّم النفس لقرون طويلة من غير جدوى. إنّ هذه الفكرة وحدها لمحبطة لهذه النفس وتزيد من عذاباتها بما لا يطاق! فهي منّا نحن الأحياء تنتظر العون بالصلاة من أجل نجدتها وخلاصها.
نعم نحن الأحياء، وحدنا مورد الأموات. نحن وحدنا قوّتهم التحرّريّة. السماء تعزّيهم ونحن، نحن نداويهم. السماء تشجّعهم ونحن، نحن نحرّرهم. القدّيسون يفتحون لهم أذرعهم لاستقبالهم ونحن، نحن الذين ندخلهم إلى دار السعادة. هذه هي مقدرتنا وهذا هو واجبنا. فهل نفكّر بذلك؟
عجز صلواتهم
كما أنّ الأنفس المطهريّة عاجزة عن خلاصها بآلامها فهي أيضًا عاجزة عن ذلك بصلواتها. عبثًا تصرخ من أعماق آلامها المحرقة، لله. عبثًا تستجدي عدالته وتنادي مع النبي داود:
"إلهي، إلهي لماذا تركتني. أناديك في النهار فلا تسمعني. أئنّ في الليل ولا من مجيب. تذكّر يا ربّ رحمتك! إقطع الأوصال التي تربطني بعيدًا عنك! حرّرني من طول آلامي. الرحمة يا ربّ، الرحمة.
في المطهر ينتفي زمن الرحمة ليسود زمن العدالة. الاستجداءات لله لا جدوى لها. عندما يتمّ تسديد الدين بالألم، تنتقل النفس إلى السماء.
أمّا إذا كانت صلوات الأموات لا مردود لها فإنّ صلواتنا، نحن الأحياء لها قوّة محبّبة في قلب الله. كلّما صعدت صلواتنا نحو السماء، انهمرت شلالات الرحمة على المطهر نِعمًا وغفرانًا وحريّة ومجدًا.
بالصلاة وحدها نالت مرتا ومريم قيامة ليعازر. وبالصلاة وحدها ننال نحن حريّة موتانا من المطهر. لنصلّ من أعماق قلوبنا وبلا انقطاع فنقول دائمًا: يا يسوع الطيّب الرحوم أعطهم الراحة الأبديّة. يا مريم أمّ المعذّبين ومعزيّتهم هلمّي إلى نجدتهم! يا قدّيسو الجنّة تدخّلوا من أجل موتانا!
مثال
عندما كان يسوع يعبر اليهوديّة، التقى رجلاً كسيحًا، ينتظر بحزن وصبر قرب بركة أورشليم حيث في بعض الأيّام، يهبط ملاك الربّ ويحرّك المياه وأوّل مريض يغتسل بها يبرأ من مرضه.
وكان هذا الكسيح، حسب الإنجيل، ينتظر منذ زمن بعيد ولا يقدر على الاغتسال في مياه البركة. تقدّم منه يسوع متأثّرًا بحالته وهو المخلّص الرؤوف. وقال له: لماذا لا تذهب وتغتسل في مياه البركة مع الآخرين". فأجابه الكسيح: "يا سيّد إنّ جميع أطرافي عاجزة عن الحركة وليس لديّ أحدٌ يرميني أوّلاً في البركة المقدّسة. إنّ شفائي الذي أرغبه من أعماق قلبي غير مرتبط بمشيئتي. فأنا بحاجة إلى صديق كريم ومحبّ يمدّ لي يد العون".
يا له من كسيح بائس!
هكذا هو حزين قدرُ الأنفس المطهريّة، تكاد تبقى بلا حراك في لهيب المطهر. غير قادرة على نجدة نفسها. غير قادرة على رمي نفسها في بركة دم يسوع المسيح الثمين الذي خلّص العالم.
كونوا الصديق المحبّ للأنفس المطهريّة والملاك المخلّص لكسيحي المطهر البائسين.
لنصلِّ:
أسألك يا ربّ من أجل الأنفس البائسة التي يلفّها ليل رهيب في ظلماته الحالكة. إنّها عاجزة ومستسلمة لعدالتك. إسمح لي يا ربّ أن أكون وسيطًا لها لدى عدالتك. أسألك يا رحوم أن تختصر عذاباتهم في منفاهم!
يا يسوع، كن عونًا لهم، أدع إليك أحبّاءك وأخوتنا! ليرقدوا بسلام!
ثم اتلوا كل يوم بيت من المسبحة-( والافضل تلاوة مسبحة ورديه كاملة) الطلبة من أجل الموتى المؤمنين- نؤمن بإله واحد...- صلاة السلام لسلطانة السماء والأرض- الصلاة من أجل الانفس المطهرية- صلاة من الأعماق،وكمايلي .
* طلبات من أجل الموتى المؤمنين
يارب إرحمنـا
يايسوع المسيح إرحمنا
يارب إرحمنا
يايسوع المسيح أنصت إلينا
يايسوع المسيح إستجب لنا
ايها الآب السماوي الله إرحم الموتى المؤمنين
ايها الأبن فادي العالم، الله إرحم الموتى المؤمنين
أيها الروح القدس، الله إرحم الموتى المؤمنين
أيها الثالوث القدوس، الله إرحم الموتى المؤمنين
ياأم الله القديسة مريم صلِِي لأجل الموتى المؤمنين
أيها الملاك ميخائيل صلِ لأجلهم
ياملاكي الحارس وملاك الموتى المؤمنين صلوا لأجلهم
ياجوقة الأرواح المقدسة صلوا لأجلهم
ياماريوسف وما يوحنا المعمذان صلوا لأجلهم
أنتم أيها البطاركة والانبياء المرسلون صلوا لأجلهم
يامار بطرس ومار بولس صلوا لأجلهم
يارسل المسيح وكتبة الأناجيل صلوا لأجلهم
ايها القديسان إسطيفان ولوران صلوا لأجلهم
أيها الشهداء القديسون صلوا لأجلهم
ياقديس غريغوريوس وياقديس أوغسطين صلوا لأجلهم
ياأباء الكنيسة القديسون صلوا لأجلهم
ايتها القديسة حنـّة والقديسة مريم المجدلية صلوا لأجلهم
ياقديسة كاترين وقديسة أورسولا ورفاقها صلوا لأجلهم
أيتها العذارى والأرامل القديسات صلوا لأجلهم
ياجميع من قدسهم الله صلوا لأجلهم
كُن عوناً لهم يارب
أغفر لهم يارب
يارب كُن عوناً لهم واستجب لنا
باسم اسمك الحبيب يايسوع أرحم الموتى المؤمنين
برحمتك العظيمة أرحم الموتى المؤمنين
بألامك المُرة وجروحانك المُقدسة أرحم الموتى المؤمنين
بدمك الثمين وبموتك الفادي أرحم الموتى المؤمنين
نحن الخطأة المساكين أستجب لنا يارب
إقبل عطاء رحمتك للموتى المؤمنين
إقبل من أجلهم لين قساوة عدالتك
إعفهم من عذاباتك جزاء خطاياهم
إقبلهم في دار السلام والراحة الابدية
إقبل وديعتهم في ميراثك الأبويّ
إسمح له بمشاهدة جمالك الإلهي
أروهم يارب من عظيم محبتكَ
إقبل إتمام رغبتهم في الراحة الابدية
أعطهم الراحة يارب وخصوصاً أنفس اهلنا واصدقائنا والمحسنين إلينا
هّب رحمتك للأنفس المنسية التي لايصلي أحدُ لأجلها
فلتكُن الذبيحة الإلهية والمناولة المقدسة غذاء مفيداً لهم.
ياحمل الله الحامل خطايا العالم أغفر لهم
ياحمل الله الحامل خطايا العالم إستجب لهم
ياحمل الله الحامل خطايا العالم أعطهم الراحه الابدية
*بعدها يُتلى قانون الايمان ....
*صلاة السلام لسلطانة السماء والارض.
السلام عليك، أيتها الملكة أم الرحمة والرافة،
السلام عليك ياحياتنا ولذتنا ورجانا،
إليك نصرخ نحن المنفين أولاد حواء،
ونتنهد نحوك نائحين وباكين في هذا الوادي وادي الدموع،
فأصغي الينا ياشفيعتنا،
وأنعطفي بنظرك الرؤوف نحونا،
وأرينا بعد هذا المنفى يسوع ثمرة بطنكِ المُباركة،
ياشفوقة ، يارؤوفة ، يامريم البتول الحلوة اللذيذة ،
آميـــــــــن .
* صلاة من أجل الانفس المطهرية
أيها الرب يسوع إرأف بتلك الانفس الاسيرة في المطهر. يامن قبلتَ من أجل خلاصها، أن تأخذ لنفسك طبيعتنا البشرية وتـُعاني الموت الأليم. إرحم زفراتهم المُحرقة لمشاهدتك . إرحم دموع ندمهم العظيم ، وبفضيلة آلامك إغفر لهم آلامهم اتي إلتصقت بهم بسبب خطاياهم.
يايسوع الطيب القلب إغسل بدمك الطاهر هذه الانفس الحبيبة فيختصر زمن كفارتهم فتتمكن قريباً من السكن إلى جانبك في السعادة الأبدية أمين.
*صلاة من الأعماق
أضع رجائي في الرب يسوع , وأنا أثق بكلمتهُ . من الاعماق أناشدك يارب. يارب أنصت إلى ندائيّ ! فلتكن أذنك صاغية إلى صلاتي. إذا نظرت إلى الخطايا يارب . ياربّ من يصمد أمامك ؟ ولكن إلى جانبك الرحمة تقوم. أخافك ياربّ وأنت رجائي. نفسي تنتظر الربّ وأنا اثق بكلمته. نفسي تنتظر الربّ بثقة كما ينتظر الساهر الفجر. بما أنا النِعمَة إلى جانب الربّ وغزارة الفداء ، هو يفدي إسرائيل من كّل خطاياهُ. المجد للآب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.
_________
(1) هذه السلسلة من كتاب شهر مع اصدقاء الانفس المطهرية، ويمكن االمباشرة على صلاة شهر الانفس المطهريه حال استلام الصلاة وليس فقط في شهر تشرين الثاني