Hannani Maya عُضو
عدد المساهمات : 20 نقاط : 56 تاريخ التسجيل : 05/04/2010
| موضوع: هدوء العاصفة بعد تسعة أشهر من الهيجان : بمناسبة الأربعين لرحيل الأخ العزيز والصديق الحميم أبو ليث - السبت أبريل 23, 2011 11:36 pm | |
| هدوء العاصفة بعد تسعة أشهر من الهيجان
لنعود بالذاكرة تسعة أشهر من الزمن ...
Rest in Peace Yousif
كان البحر هادئـا والأمواج لطيفة لا تعكر صفوهمـا أية عاصفة ... هكذا يمكن وصف دار الأخ العزيز والصديق الحميم أبو ليث في كرملش ... حيث يعيش مع شريكة حياته ورفيقة دربه وزوجته أم أولاده الأخت العزيزة أم ليث وقد مضى على شراكتهمـا مـا يقارب النصف قرن من السنين , فأصبحـا كصديقين حميمين وأزدادت الألفة بينهمـا , وكانت حياتهمـا رتيبة وهمـا بين الأهل والأصدقـاء , وقرب الكنيسة والنبعين وأبنتهمـا ليست بعيدة عنهمـا , ولكن في قلبيهمـا خمسة أولاد أخرين يعيشون في الغربة فخططـا للقيام بزيارتهم وقضاء بعض الوقت معهم , ثم زيارة أبنتيهمـا في كندا والعودة الى كرملش ثانية , وفعلا سافرا الى ألمـانيـا حيث يعيش أولادهمـا الأربعة فالتم شمل العائلة وعاش أفرادهـا صغارا وكبارا بفرح وسرور ولكن لفترة قصيرة للأسف الشديد , فحينمـا راجع أبو ليث طبيبا أخصائيا لأجراء فحوصات عادية أكتشف الطبيب بأنه مصاب بمرض خبيث في كبده مما يتطلب أجراء فحوصات أكثر لتشخيص حجم الورم ونوعيته فتبين بأن الحالة متقدمة لا تفيد معها الجراحة , وبدء بالعلاج وهنـا هاج البحر وتلاطمت الأمواج وهبت العاصفة وأستمرت لتسعة أشهر التي أستغرقها العلاج , فأصبح شغل جميع أفراد الأسرة الشاغل الأعتناء الفائق بالمريض عسى ولعله يشفى من مرضه وينجو من الموت , وضاقت بهم السبل وألتحقت بهم أبنتهم الكبرى أقبال قادمة من كندا لتقف على حالة والدها المرضية , ومن خلال أتصالي الهاتفي كل يوم بالعائلة وبالأخ أبو ليث كنت أقف على تطورات حالته المرضية الصعبة فأشجعه على الصمود وتحدي المرض وأقوي معنوياته وأطلب منه أن يكون أيمانه بالآب السماوي وأبنه الوحيد الفادي يسوع المسيح وأمه العذراء مريم قويـا وكان يقول لي من لي غيرهم شفعاء لشفائي وكان أمله كبير بالشفاء والعودة الى كرملش , ولكن الواقع كان مريرا فأنـا وأسرته كنـا نعلم مدى خطورة وضعه ولكننا نخفيه عنه لكي لا تنهار معنوباته فتضعف مقاومته للمرض , وكذلك كانوا يفعلون الأطباء , وأخذت حالته تتطور نحو الأسوأ ولم يفد معه نطس الأطباء وتطور الطب في ألمـانيـا الذي هو الأفضل في أوربـا وربمـا في العالم فدب الضعف في جسده وأنهارت قواه ولم يعد بأستطاعته القيام بالحركة الأعتيادية للأنسان لوحده الا بمساعدة أحد أفراد أسرته , ولكنه ظل مسيطرا على وضعه الطبيعي الى أخر لحظة في حياته وأخر مكالمة هاتفية لي معه كانت في البيت قبل يومين من نقله الى المستشفى ووفاته فيها حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وسط أسرته الكريمة وأبنته أقبال التي قدمت من كندا ثانية وعدد من الأقارب والأصدقاء , وجرى له تأبين وتوديع ودفن مهيب في مقبرة مدينة أيسن بألمانيـا بحضور جمع كبير من الحضور يتقدمهم الكهنة الأجلاء , وبذلك هدأ البحر وتلاشت الأمواج وهدأت العاصفة وأنفض الجمع الذي كان حول الأسرة لأيام فذهب كل واحد منهم الى بيته وعمله مما زاد في وحشة الفراق وحزن أفرادهـا وأنكسرت نفوسهم الذين ستظل عيونهم شاخصة الى ذلك الضريح الذي فيه يرقد عزيزهم على رجاء القيامة , وهنـا لا بد لي أن أشهد بحق زوجته وأولاده الذين فعلوا كل مـا بوسعهم في خدمته ولم يألوا جهدا في ذلك وفاء له لما فعله لهم طيلة حياتهم وأوصلهم الى مـا هم عليه الآن من رفعة وسؤدد , فالى جنات الخلد يا أبـا ليث , ولكم يا أحباء الصبر والسلوان وبارك الله عز وجل فيكم لكل ما فعلتموه مع رب أسرتكم , والبقاء لله وحده .
شريك أحزانكم
أبو فرات
ميونيخ - ألمـانيـــا | |
|