رسالة البابا لمناسبة بدء السنة الكهنوتية في الذكرى 150 لوفاة خوري آرس[center]
[b][right][b]احتفالا ببدء السنة الكهنوتية يوم غد الجمعة التاسع عشر من حزيران يونيو الموافق وعيد قلب يسوع الأقدس ولمناسبة الذكرى الخمسين بعد المائة لوفاة خوري آرس القديس جان ماري فياني، شفيع كهنة الرعايا، وجه البابا بندكتس السادس عشر رسالة للإخوة في الكهنوت قال فيها إن السنة الكهنوتية تهدف لإنماء الالتزام بالتجدد الداخلي فتصبح شهادة الكهنة الإنجيلية أكثر قوة وفعالية في عالم اليوم، مذكرا بكلمات خوري آرس "الكهنوت هو حب قلب يسوع".
يقول الحبر الأعظم في رسالته للسنة الكهنوتية إن الكهنة عطية ثمينة للكنيسة والبشرية ويذكّر بخدمة لا تعرف التعب وبالمحبة الشاملة والشجاعة والأمانة للدعوة على الرغم من المصاعب، ويتحدث عن أوضاع ألم واضطهاد حتى شهادة الدم، ويشير بأسى لأوضاع أخرى حيث الكنيسة نفسها تتألم من عدم أمانة بعض خدامها، ويتوقف البابا من ثم عند حياة القديس جان ماري فياني خوري آرس، ويقول: كان بغاية التواضع، وأدرك ككاهن، أنه يشكل عطية كبيرة لشعبه "فالراعي الصالح راع حسب قلب الله".
يشير الأب الأقدس إلى زيارات خوري آرس المتواصلة للمرضى والعائلات وجمْع المال للقيام بأعمال المحبة والرسالة ويتحدث عن اهتمامه بتجميل كنيسته ورعاية الأيتام وتعليم الأطفال ودعوة العلمانيين للتعاون معه، ويقول إن مثال القديس جان ماري فيانيي يدفعه للتذكير أيضا بأهمية توسيع فسحات التعاون مع المؤمنين العلمانيين، مذكرا بما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني حول تشجيع الكهنة على إنماء كرامة العلمانيين والإصغاء إليهم عن طيب قلب واعتبار أمنياتهم والاعتراف بخبراتهم وكفاءاتهم في شتى مجالات العمل البشري.
[b][b]يذكّر البابا بندكتس السادس عشر بأن خوري آرس كان يعلّم أبناء رعيته من خلال شهادة حياته اليومية، ويشدد في رسالته للسنة الكهنوتية على أهمية سر التوبة ويقول إن القديس جان ماري فياني كان يقضي في بعض المرات ست عشرة ساعة في كرسي الاعتراف متمكنّا من تبديل قلب وحياة أشخاص كثيرين لأنه كان يعرف إيصال محبة الله الرحيمة، فأضحت آرس هكذا "مستشفى الأنفس الكبير"، وحث البابا الكهنة على عيش "أسلوب الحياة الجديد" الذي ميّز خدمة خوري آرس وطبع حياته، وعلى إتباع المشورات الإنجيلية، الفقر والعفة والطاعة. وفي إطار روحانية تتغذى من ممارسة المشورات الإنجيلية، دعا الحبر الأعظم الكهنة إلى ملاقاة الربيع الجديد الذي يحدثه الروح في الكنيسة لاسيما بفضل الحركات الكنسية والجماعات الجديدة، وذكّر بما قاله سلفه يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي أعطيكم رعاة حول أن الخدمة الكهنوتية تتميّز جوهريا بطابع جماعي، مشددا على أهمية الشركة بين الكهنة وأسقفهم.
وفي ختام رسالته، أوكل البابا بندكتس السادس عشر السنة الكهنوتية التي ستبدأ في التاسع عشر من يونيو حزيران الموافق وعيد قلب يسوع الأقدس، أوكلها للعذراء مريم وذكّر بأن حياة الصلاة ومحبة يسوع المصلوب غذّت عطية تقديم القديس جان ماري فيانيي ذاته لله والكنيسة، ودعا الأب الأقدس الكهنة ليكونوا في عالم اليوم ـ وعلى مثال خوري آرس ـ رسل رجاء ومصالحة وسلام.
منقول....صفحة إذاعة الفاتيكان