بدأت فعاليات الملتقى الدولي الرابع لأمن المعلومات والاتصالات بمشاركة اكثر من 800 شخصية من المديرين التنفيذيين والخبراء والاستشاريين العرب والاجانب في مجال تقانة امن المعلومات والاتصالات. وأكد عماد الصابوني وزير الاتصالات في افتتاح المؤتمر أن التحدي الأكبر في سورية يكمن في توسيع امكانات النفاذ إلى الإنترنت وبالحزمة العريضة واصفاً الوضع الحالي بأنه غير مقبول ومشيراً إلى أن وزارة الاتصالات والتقانة قد وضعت خططاً لمعالجة ذلك وان نتائج المرحلة الاولى منها اخذت في الظهور.
وقال لقد حددنا هدفاً أن نصل لى معدل انتشار لخدمات الحزمة العريضة مماثل للمعدل الوسطي في الاقتصادات المشابهة مع نهاية عام 2010.
ولفت الصابوني إلى أن الوزراة تولي اهتماماً كبيراً للتشريع لمجتمع المعلومات موضحاً أن الوزراة أنهت مشروع قانون التوقيع الإلكتروني الذي يتضمن لإحداث مركز لخدمات الشبكة يختص بتطوير وإدارة جميع البنى التمكينية اللازمة لتقديم الخدمات الإلكترونية وعلى رأسها خدمات الحكومة الإلكترونية وبضمان أمنها وأمانها.
وأضاف سنستكمل خلال هذا العام والعام القادم تشريعات مهمة في مجال المعاملات الالكترونية ومكافحة الجريمة الحاسوبية وحماية البيانات الشخصية والنشر على الانترنت من جهة وفي مجال تنظيم قطاع الاتصالات متضمنا وضع إطار قانوني لمنح التراخيص من جهة ثانية.
وبين الصابوني أن رؤية الحكومة في تنمية الصناعات المعلوماتية تقوم على إعتبار هذا المجال مجالاً تشاركياً بين القطاعات العامة والخاصة والأهلية مشيراً إلى صياغة بضعة مشاريع في الأونة الاخيرة تقوم على التشاركية بين هذه القطاعات لاغناء المحتوى الرقمي على الانترنت وإنشاء مراكز النفاذ المجتمعي وخاصة في الأرياف وكذلك لتأهيل وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في صناعة البرمجيات وصناعة الخدمات المعلوماتية لتقوم بدورها المنشود في الاقتصاد الوطني.
وتحدث في افتتاح المؤتمر محمد سليماني وزير تكنولوجيا المعلومات والإتصالات الإيراني فأشار إلى أن هذا الملتقى يخلق فرصة طيبة لقيادات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدول لتبادل وجهات النظر.
واستعرض الوزير الايراني تجربة بلاده في هذا المجال موضحا ان بلاده تمكنت خلال السنوات الماضية من زيادة قدرة النمو والعلم والتكنولوجيا عدة أضعاف وصولاً إلى تكنولوجيا النانو تكنولوجي مبدياً استعداد بلاده للتعاون وتبادل الخبرات.
من جانبه أشار الدكتور راكان رزوق رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية إلى أنه في عصر المعلومات الذي نشهد فيه تعدد وسائط تخزين المعلومات واعتماداً متزايداً على وسائل المعلوماتية في تحصيل البيانات وحفظها وتبادلها اخذ امن المعلومات ابعادا اضافية واصبح من أهم العوامل التي تؤثر في نجاح وفشل التطبيقات المعلوماتية الواسعة الإنتشار مثل التطبيقات الحكومية والمصرفية وغيرها.
بدوره اعتبر الدكتور ميلود امزيان مدير المكتب الإقليمي العربي بالإنابة في الاتحاد الدولي للإتصالات أنه من الضروري أن يكون لكل بلد استراتيجية وطنية للأمن التقاني المعلوماتي وإطار قانوني لمحاربة الجريمة المعلوماتية مشيراً إلى أن التعاون والتنسيق مع الجهات الاقليمية والدولية والقطاع الخاص والدوائر الاكاديمية ضروري لتبادل المعلومات وإذكاء الوعي بالهجمات الممكنة والخطوات اللازمة للتغلب عليها ولوضع التشريعات القانونية لمكافحة الجرائم المعلوماتية.
ولفت إلى أن الاتحاد الدولي للاتصالات قد اطلق في أيار من العام الماضي برنامج عمل الأمن المعلوماتي في قطاع تنمية الاتصالات لمساعدة البلدان النامية في وضع الخطط لتطوير قدرتها في مجال حماية البنية التحتية الحرجة للمعلومات كما عقد ورشتي عمل اقليميتين في قطر خلال شباط الماضي بشأن اطر الامن المعلوماتي والادلة القضائية فيه.
يذكر أن دمشق تستضيف خلال هذا الشهر ثلاثة اجتماعات مهمة هي الاجتماع الثاني للمجموعة الاقليمية العربية الدراسية الثانية لتقييس الإتصالات التابعة للاتحاد الدولي للإتصالات في التاسع عشر من الشهر الجاري ومنتدى التنمية الاقليمي العربي 2008 رأب فجوة تقييس الاتصالات والمعلومات في الدول النامية وذلك في الفترة من 20 إلى22 من الشهر الحالي إضافة إلى الإجتماع التحضيري العربي للجمعية العالمية لتقييس الاتصالات خلال الفترة من 22 إلى 24 الشهر الجاري.
من جهته أشار ماهر عبد الحق مدير عام السلام للمؤتمرات إلى أن أهمية الملتقى تكمن من خلال إبراز التجارب الدولية وعرض التحديات والصعوبات التي تواجه قطاع المعلومات والاتصالات وايجاد الحلول المناسبة لها والاستفادة من التجارب الدولية الرائدة واستعراض احدث التقنيات والتطبيقات في هذا القطاع.
وتغطي جلسات المؤتمر الطيف الواسع لأمن المعلومات من خلال تركيزها على ستة موضوعات هي تقانة أمن المعلومات والنظم المعلوماتية وأمن الشبكات السلكية واللاسلكية والإنترنت وأمن الإنترنت والتوقيع الإلكتروني وأمن الأنظمة المصرفية وتجارب دولية في أمن المعلومات والأمن الفيزيائي وتشفير البيانات والاتصالات و يشارك في تغطية هذه المحاور خبراء من أهم المؤسسات والشركات السورية والعربية والدولية العاملة في مجال أمن المعلومات.
وعلى هامش فعاليات اليوم الأول افتتح وزير الاتصالات والتقانة ونظيره الإيراني المعرض التخصصي الذي يشارك فيه العديد من الجهات المحلية والدولية لعرض أحدث ما لديها من التقنيات والأجهزة والبرمجيات المختصة في قطاع أمن وتقانات المعلومات الإتصالات السلكية واللاسلكية-المعلومات الإلكترونية-مزودو خدمة الإنترنت.
ويأتي هذا الملتقى في ظل التوجه الوطني المتزايد نحو توفير المعلومات وإمكانات تبادلها اعتماداً على تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وتقديم الخدمات الالكترونية الحكومية والتجارية. ويشكل الملتقى فرصة ثمينة لإلقاء الضوء على أهم الإجراءات والتقنيات المستخدمة في العالم في مجال أمن الأنظمة المعلوماتية والتعاملات الإلكترونية وأمن الإنترنت ومواقع الويب وفي التصدي لأعمال القرصنة والاختراقات وسبل الوقاية منها.
وينظم الملتقى السلام للمؤتمرات بالتعاون مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وبدعم من اتحاد الجمعيات المعلوماتية العربية والاتحاد العربي لمزودي خدمات الإنترنت والاتصالات "اريسبا".
يشار إلى أن الملتقى يعقد بمشاركة قيادات إدارية وتنفيذية ومتخصصين ومهتمين في أمن وتقانة المعلومات والاتصالات والإنترنت وممثلين عن الوزارات والمديرات والمؤسسات الحكومية والمؤسسات المالية والمصارف وشركات الإتصالات والإنترنت ومصممي النظم والتطبيقات والبرمجيات ومراكز التدريب والتاهيل والمعلومات والجامعات وشركات التأمين والشركات الخاصة الصناعية التجارية من دول ماليزيا وألمانيا ورومانيا وفرنساوايرلندا واليونان وصربيا وتركيا وسويسرا وايران والامارات والمغرب ومصر والبحرين والجزائر والسعودية والعراق والاردن ولبنان إضافة إلى سورية.
وكان الملتقى الثالث لأمن المعلومات والاتصالات ناقش العام الماضي أمن الاتصالات النقالة واللاسلكية وإدارة المخاطر والاستجابة للحوادث الأمنية على الشبكات وأساليب حمايتها وطرق الإكتشاف والحماية من المهددات الأمنية للشبكات وأمن شبكة الإنترنت والتعمية والتوقيع الإلكتروني وقوانين وتشريعات العالم الرقمي.
وأوصى الملتقى بضرورة الاستمرار في الجهود الرامية إلى نشر الوعي حول أهمية أمن المعلومات, وقضايا السرية والخصوصية,عن طريق الاستمرار في تنظيم المختبرات وملتقيات عالية المستوى في هذا المجال و الإسراع في إصدار التشريعات اللازمة لتنظيم قضايا أمن المعلومات والسرية والخصوصية والملكية الفكرية والجرائم الحاسوبية وغيرها, على نحو يتوافق مع التطورات السريعة في هذا المجال, وكذلك إحداث البنى التنظيمية والتنفيذية اللازمة لوضع هذه التشريعات موضع التنفيذ إضافة إلى تشجيع البحوث في مجالي التعمية والتشفير وغيرهما من مجالات أمن المعلومات في الجامعات ومراكز البحوث المحلية بغية توطين تلك التقانات على نحو يتوافق مع احتياجات المجتمع, وخاصة في أنظمة المعلومات ذات الحساسية العالية.
موضوع: سوريا ـ 800 خبير عربي وأجنبي في ملتقى أمن المعلومات والإتصالات الدولي 
الأربعاء يوليو 02, 2008 12:07 pm