ككل حدث رياضي بارز فإن بطولة أوروبا لكرة القدم تحظى بالكثير من الاهتمام والمتابعة، لذا يتوجب على المنظمين والقيمين تقديم أفضل ما لديهم للتأكد من نجاح البطولة التي تعتبر الأغلى في القارة العجوز على صعيد المنتخبات.
وتعتبر المسائل الأمنية المتعلقة مباشرةً بأمن البطولة لناحية سلامة اللاعبين والجماهير واحدة من أهم العناصر المؤشرة على نجاح أو فشل البطولة خاصةً في ظل تنامي التهديدات الأمنية والأعمال الإرهابية حول العالم.
وقد هددت منظمات إرهابية بأنها ستنفذ أعمالاً تخريبية خلال البطولة القادمة المقامة في النمسا وسويسرا والتي تقام من 7 حزيران/يونيو القادم حتى الـ 29 منه. وجاء تصريح أحد كبار الضباط في الشرطة السويسرية ليؤكد بأن البطولة القادمة قد تكون مسرحاً لعمليات إرهابية.
وقال الضابط الذي رفض الكشف عن إسمه إن منظمي البطولة تلقوا تهديدات في الأسابيع الأخيرة عبر عدّة مواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت تعود لمجموعات إرهابية والتي تريد استغلال العرس الكروي الكبير من أجل تحقيق ضربات قد يعتبرها البعض مكاسب سياسية.
وأكد الضابط السويسري بأن الأجهزة الأمنية المشتركة (السويسرية والنمساوية) تأخذ بجدية بالغة هذه التهديدات وتراقب تحركات هذه المجموعات بالتعاون مع بقية الدول الأوروبية من اجل منع حدوث أي إخلال بالأمن إبان البطولة وإحباط أي مخطط كاشفاً أن التكاليف المتعلقة بالأمن تخطت الـ22.7 مليون يورو.
وكشف المصدر ذاته أن ألمانيا كانت قد تلقت مثل هذه التهديدات قبيل تنظيمها لكأس العالم الأخيرة عام 2006 والتي فازت بها إيطاليا آنذاك على حساب فرنسا بركلات الترجيح (5-3) بعد تعدلهما في الوقت الأصلي والإضافي 1-1.
وحسب الكثير من مراكز الدراسات المنتشرة في العديد من الدول الأوروبية لاسيما في سويسرا فقد كشفت دراسة أجريت مؤخراً أن 3 ملاعب سويسرية من أصل الأربعة التي ستستضيف مباريات البطولة تفتقر إلى وسائل الأمن والحماية وأن عملية إخلاء المدرجات من الجماهير في حال وقوع شغب أو عمل إرهابي قد لا تكون بالأمر السهل.
ولكن هذه الدراسات تبقى غير صحيحة لإثبات العكس إذ أن دراسات مشابهة تحدثت عن الموضوع نفسه خلال مونديال ألمانيا ولكن أي من هذه الأمور لم تحدث.
أما لناحية الشغب وكيفية التعامل مع الهوليغنز والجماهير القادمة بأعداد كبيرة لتشجيع منتخباتها فإن فرق تابعة للشرطة تم تجهيزها للتعامل مع هذا النوع من الأحداث، كما قد تم منع إدخال المشروبات الروحية إلى داخل الملاعب أثناء المباريات، علماً بأن جماهير المنتخبات حسب بعض الدراسات التي أجريت تعتبر أقل عدائية من جماهير الفرق أو الأندية.
هذا وقد طلبت الجمعية العالمية للصحة (OMS) بالتعاون مع الجمعيات الوطنية المحلية بالتأكد أو حتى الإيعاز إلى الجماهير القادمة إلى سويسرا والنمسا من قيامهم بالتلقيح ضد الحصبة ذلك أن إصابات بمرض الحصبة (2250) كانت قد ظهرت مؤخراً في سويسرا وسرعان ما امتدت لتنتشر في النمسا.
وتعتبر الحصبة واحدة من أخطر الأوبئة المعدية التي تنتشر بسرعة فائقة ، وقد خصصت السلطات الصحية في كل من سويسرا والنمسا مراكز طبية خاصة للتلقيح، كما نبهت إلى ضرورة التلقيح أيضاً ضد مرض التهاب خلايا الدماغ.