أومن بأله واحد الآب ضابط الكل خالق السماوات والأرض وكل ما يرى وما لا يرى
كل مسيحي يعرف "قانون الإيمان"، فهو عبارة عن موجز يعطينا النقاط الجوهرية لإيماننا المسيحي. فإذا أراد المسيحي أن يعرف إيمانه بنوع أفضل عليه أن يتأمل في هذا "القانون" ويسأل نفسه: "ماذا أعرف عنه ياترى؟".
من بين القوانين الشرقية يعتبر "قانون نيقية" أوسعها شهرة، حتى في الغرب، إذ تعترف به أيضاً ليس فقط الكنيسة الكاثوليكية بل أيضاً الكنائس الارثوذكسية ومعظم الكنائس البروتستنتية. هذا القانون وضع في مجمع نيقية 325 وطرأت عليه بعض التغييرات في مجمع القسطنطينية 381.
عندما نعترف نحن المسيحيين بالله، نحن لا نتكلم عن الإله الذي تتحدث عنه الأساطير في القرون القديمة. ولا عن الإله الذي يتكلم عنه الفلسفة. إننا نتكلم عن إله التاريخ الحي: "إله آبائنا إبراهيم واسحاق ويعقوب" (خروج 3: 6، متى 22: 32). إنه إله إسرائيل (مز 72: 18، اشعيا 45: 3). وأخيراً الله "خالق السماء والأرض" (مزمور 121: 2).
من هو الله؟ كيف نستطيع أن نعرفه؟ الكتاب المقدس يتكلم على الله، وعن تاريخ الله مع البشر، ويخبرنا عن الأعمال العظيمة التي صنعها وهو يقود شعبه. من هذا فقط نعرف من هو الله (أكيد أيضاً من الخبرة الشخصية). أكيد دون شك نظرتنا إلى الله التي نظن إنها مسيحية لكننا بالواقع نخلط بين النظرة الفلسفية الوثنية وقد الصقناها بالكتاب المقدس.
إله الاغريق مثلا ليس شخصاً ولا يعرف العالم لأنه متسامٍ عنه خارج العالم، يعيش في عالم آخر.
عندما نقول نؤمن بإله واحد هذا لا يعني إننا نؤمن بوجود آله أخرى، بل إننا نؤمن بوجوده كإله "أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من دار العبودية، ولم يكن لك آلهة أخرى تجاهي..." (خروج 5: 6-9؛ 20: 2، 3). لنقرأ ما قاله سفر الخروج:"قال الله لموسى: أنا الرب. تراءيتُ لإبراهيم وأسحق ويعقوب إلهاً قديراً، وأما اسمي يهوه فما أعلمتهم به. وعاهدتهم على أن أعطيهم أرض كنعان، التي تغربوا فيها. وسمعت أنين بني اسرائيل الذين استعبدهم المصريون فذكرت عهدي لهم. فقل لبني اسرائيل أنا الرب، وأنا أخرجكم من تحت نير المصريين وأنقذكم من عبوديتهم، وأرفع ذراعي وأنزل بهم أحكاماً رهيبة..." (6: 2-؛ وسفر اشعيا: "هذا ما قال الرب خالق السماوات وناشرها. باسط الأرض مع خيراتها وواهب شعبها نسمة الحياة روحا للسائرين فيها" (42: 5).
هذا يقودنا إلى بحث الموضوع على النحو التالي: قضية الإيمان هي قضية ما هو الإنسان. هل يكفي للإنسان أن يكون إنساناً من دون الله. أم إنه يحتاج إلى الله ليعرف ذاته في أعمق أبعادها.